لعل أهم ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة، أنها تحتفي دوماً بالرواد والأوائل وأصحاب الإنجازات في المجالات كافة، تقديراً لعطائهم وإسهاماتهم في تعزيز مسيرة التنمية والنهضة الشاملة، وترسيخاً في الوقت ذاته لثقافة العطاء والتكريم في المجتمع. وفي هذا السياق جاء تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس الاثنين لخمسة وأربعين شخصية وجهة حكومية اتحادية ومحلية ومؤسسات في القطاع الخاص، أسهمت في دعم القراءة خلال عام القراءة، وذلك بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ45، ضمن الدورة الثالثة من مبادرة أوائل الإمارات. مبادرة «أوائل الإمارات»، منذ أن أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في عام 2014، بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني والذكرى الـ43 لتأسيس اتحاد دولة الإمارات، باتت حدثاً سنوياً ينعقد بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني يتم فيه تكريم أبناء الوطن الأوائل والرواد في المجالات كافة، حيث كان لإسهاماتهم أثرها في تعزيز مسيرة التنمية والنهضة الإماراتية. ولا شك في أن هذه المبادرة تنطوي على العديد من المعاني والدلالات العميقة، أولها تقدير القيادة الرشيدة لقيم التفوق والعطاء والعمل المخلص، وخاصة للرواد والأوائل والمتفوقين والمبدعين في المجالات كافة، حيث تؤمن القيادة الرشيدة بأن حاضر دولة الإمارات ومستقبلها يتوقفان على عطاء أبنائها، وأن الرواد والأوائل والمتميزين في مجالات العمل المختلفة، هم من يدفعون مسيرة التقدم والتنمية إلى الأمام، ويرفعون اسم الدولة عالياً بين الدول ويضعونها في مكانها الذي تستحقه على خريطة العالم. ولهذا تتعدد المبادرات التي تستهدف تكريم المتميزين والرواد في الإمارات، فإضافة إلى مبادرة «أوائل الإمارات»، فإن هناك جائزة أبوظبي التي تم إطلاقها في عام 2005، وتنظم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حفظه الله، وهي تكرم أولئك الذين أسهموا بتفانيهم والتزامهم العالي في خدمة أبوظبي، مواطنين ومقيمين على حد سواء، لتكون أعمالهم مصدر إلهام يشجع الآخرين على القيام بأعمال نافعة تخدم المجتمع. ثانيها أن مبادرة «أوائل الإمارات»، وغيرها من المبادرات التي تستهدف تكريم المتميزين والمبدعين في المجالات كافة، إنما تؤكد رسوخ ثقافة العطاء والتكريم في الدولة، وهذا من شأنه تحفيز همم أبناء الوطن وإثارة التنافس الإيجابي فيما بينهم من أجل التفاني في العمل والبذل في العطاء، ولضمان استمرار مسيرة التميز والإبداع في الإمارات، وبما يواكب مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في الإمارات، ويحقق رؤية 2021 التي تستهدف جعل دولة الإمارات واحدة من أفضل دول العالم بحلول يوبيلها الذهبي. ثالثها حينما تنتشر قيم التكريم والعمل والعطاء والإنجاز في أي دولة، فإنها تعد دليلاً على أنها تمتلك الأساس القوي للتقدم والرقي والتطور المستمر، وهذا ما يميز دولة الإمارات، التي نجحت قيادتها الرشيدة في غرس منظومة هذه القيم، لتحتل الصدارة في سلم أولويات المجتمع، وهذه حقيقة راسخة، يؤكدها ما وصلت إليه الدولة من نهضة وتطور في مختلف المجالات، حتى باتت نموذجاً ناجحاً في التنمية والبناء والاستقرار، ولهذا فإنها تحتفي كل عام بالرواد والأوائل والمتميزين الذي يجسدون هذا التميز والتفوق في المجالات المختلفة، اعترافاً منها بأن هؤلاء وما قدموه من إنجازات ونجاحات يضيف لبنة قوية إلى دولة الاتحاد ويعزز مسيرتها في البناء والتنمية، وهذا لا شك يبعث برسالة إيجابية إلى جميع أبناء الوطن، بضرورة العمل والاجتهاد ومضاعفة الجهد وبذل الغالي والنفيس كي تستمر مسيرة التفوق الإماراتية في المجالات كافة، وتترسخ صورتها باعتبارها نموذجاً فريداً في التنمية والأمن والاستقرار والتعايش لجميع من يعيش على أراضيها. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية