بينما نحاول فهم ماذا ينتظر السياسة الأميركية، حري بنا أن نلقي بنظرة أخرى على الانتخابات التي لم يفهمها معظمنا على النحو الصحيح. وفيما يلي بعض الخرافات العالقة التي يجب أن نضع لها حداً. إن ترامب حقق الفوز من خلال فيضان من الأصوات، لقد انطوت الانتخابات على تغيير، ولكن من دون إقبال كبير أو تدفق للناخبين الجدد، وهذا غير عادي. فعندما تم فرز الأصوات في النهاية، ربما كان الإقبال أكبر مما كان عليه قبل أربع سنوات. بيد أنه كان منخفضاً في عام 2012، مقارنة بعام 2008، ما يعني أن عدد الناخبين زاد قليلاً في عام 2016 مقارنة بما كان عليه عندما فاز أوباما بالبيت الأبيض لأول مرة في انتخابات ارتفع فيها الإقبال بنسبة 8%. وقد حصل دونالد ترامب على أصوات أكثر مما حصل عليه المرشح «الجمهوري» «مت رومني» عام 2012 بنحو 3%. وعلى النقيض، حصل أوباما في انتخابات 2008 على أصوات أكثر مما حصل عليه المرشح «الديمقراطي» جون كيري بنسبة 17%. وعلى الجانب «الجمهوري»، زاد رونالد ريجان من سجل الحزب «الجمهوري» في 1980 بنسبة 12% مقارنة بالمرشح السابق، الرئيس جيرالد فورد. ويفسر بعض مؤيدي ترامب ذلك من خلال تأكيد أن مرشحي الأحزاب الأخرى غير الأساسية في هذا العام قد خفضوا أصوات الأحزاب الرئيسة. ولكن في 1980 كان هناك مرشح مستقل أكثر خطورة، وهو «جون أندرسون» الذي حصل على 7% من الأصوات. وبالمقارنة، فإن مرشح الحزب الليبرتاري «جاري جونسون» ومرشحة حزب الخضر «جيل ستاين» حصلا على نحو 4% في 8 نوفمبر. ترامب لم يحصل على عدد كبير من الناخبين الجدد، لكنه بدا أنه فاز بتأييد بعض الناخبين الذين صوتوا من قبل لصالح أوباما. وأن اللاتين لم يهربوا من الحزب «الجمهوري»، لقد قيل إن ترامب أبلى بلاء حسناً بين الناخبين من أصل إسباني. ولكن لا تصدقوا هذا. بحسب استطلاعات الرأي التي أعقبت الخروج من لجان الاقتراع، حصل ترامب على نحو 29% من أصوات اللاتين، أكثر قليلاً من رومني. وهذا أبهج «الجمهوريين» الذين كانوا يخشون أن تؤدي هجمات ترامب على المهاجرين واللاتين إلى الإضرار بالحزب. بيد أن هذا العدد ربما يكون مغلوطاً. فاستطلاعات الرأي التي تعقب الخروج من لجان الاقتراع لم تكن قط موثوقة تماماً. وربما يكون هذا العام أسوأ لأن القائمين على هذه الاستطلاعات لم يقوموا بإحصاء الأصوات المبكرة، التي مثلت نحو 35% من الإقبال. وقد أجرت شركة (Latino Decisions) للمسح الاستقصائي، استطلاعاً شمل 5000 من أصوات الناخبين اللاتين في يوم الانتخابات، وخلصت إلى أن ترامب حصل على 18% منهم، وهي أقل نسبة في التاريخ الحديث. التضامن النسائي قوي: لم يتوقع «الديمقراطيون» أن تحصل هيلاري كلينتون على التأييد الذي حصل عليه أوباما من السود والناخبين الشباب، وهم يعلمون أن ترامب سيتفوق على «رومني» بين الرجال البيض. وقد كانوا محقين. لكنهم أخطؤوا عندما لم يتوقعوا أن أول سيدة يتم ترشيحها من قبل حزب رئيس ستمنى بهذا العجز بين الناخبات. لم ترق كلينتون إلى التوقعات بشأن نتائجها بين الناخبات ممن تلقين تعليماً جامعياً، لتفوز فقط بـ51% من الأصوات، أكثر بـ6% فقط مما حصل عليه ترامب. ألبرت هانت* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»