بوتين لا يزال «منتصراً».. وقوات يابانية في جنوب السودان «ذي موسكو تايمز» في مقاله المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «العالم بعد ترامب: صديق لروسيا لكن إلى متى؟»، استنتج «مارك جاليوتي» أنه لا غرابة في أن كثيرين في الغرب يرون بوتين منتصراً، فالاتحاد الأوروبي عالق في أزماته، وخروج بريطانيا من أوروبا الموحدة قد تتلوه محاولات خروج دول أخرى من أعضاء الاتحاد، كما أن انتخابات جرت في دول أوروبية أدت إلى صعود رؤساء لديهم صداقات مع موسكو مثل «رومين راديف» رئيس بلغاريا، و«إيجور دودون» رئيس مولدوفا، ودونالد ترامب الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأميركية. الكاتب، وهو زميل رئيس بمعهد العلاقات الدولية في براغ، يرى أنه إذا كان البعض يعتقد أن التطورات الأخيرة توفر فرصة بالنسبة لروسيا، فإنه من الصعب الجزم بأنه يمنح ميزة لموسكو، ويقول الكاتب: كان الهدف من قرصنة البريد الإلكتروني الخاص باللجنة الوطنية للحزب «الديمقراطي» إضعاف المرشحة هيلاري كلينتون، وليس مساعدة ترامب على الفوز. وإذا كانت هناك جهة منحت الفوز للمرشح «الجمهوري»، فإنها FBI مكتب التحقيقات الفيدرالية وليس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB، ذلك لأن تصريحات المكتب بشأن تحقيقاته مع هيلاري في مسألة البريد الإلكتروني أحبطت زخم حملة هيلاري في مرحلة حرجة من السباق الانتخابي. وبالنسبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإنه على رغم الدعاية الروسية التي أيدت قرار بريطانيا على أمل أن يكون بداية تفكك الاتحاد الأوروبي، لا يوجد دليل يثبت أن روسيا كان لها دور في نتائج الاستفتاء. وفي فرنسا يقال إن «الجبهة الوطنية» التي تتزعمها «مارين لوبان» قد حصلت على قرض من بنك روسي قيمته 9 ملايين يورو أي 9?7 مليون دولار أميركي، لكن هذا لا يعني بالضرورة الحصول على دعم من موسكو. الكاتب يرى أن الغرب ينزف، لكن جراحه منشأها داخلي، ويعود إلى أزمة شرعية، بسبب فشل النخب السياسية في التواصل مع المجتمعات وهناك تنافر بين قناعة الاتحاد الأوروبي بأهمية الوحدة ومزيد من التقارب السياسي بين أعضاء الاتحاد، وبين طموحات كل دولة أوروبية على حدة وتطلعات شعبها. معظم الحكومات الأوروبية تتعرض للمساءلة بسبب وعودها التي لم تتحقق وخطط الإصلاح المعطلة ودعاوى الفساد. روسيا قد تستغل هذه الثغرات الأوروبية قدر المستطاع، خاصة أن الغرب منقسم، وقدرته على مقاومة المغامرة الروسية باتت محدودة. صحيح أن الغرب لا يزال أقوى من روسيا سياسياً واجتماعياً وعسكرياً واقتصادياً، لكن روسيا لديها حكومة مركزية قوية لا تخضع لمنطق التوازن بين السُلطات المعمول به في الحكومات الغربية. «تشينا ديلي» في مقاله المنشور بـ«تشينا ديلي» الصينية يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «من المبكر جداً كتابة نعي لمعاهدة الشراكة عبر الهادي»، أشار «شين منجوي» إلى أن اتفاقية «الشراكة عبر الهادي» تتعرض لأجواء من عدم التأكد، والأمر نفسه ينطبق على استراتيجية إعادة التوازن في آسيا المطلة على المحيط الهادي التي صاغها الرئيس أوباما. هذه الأجواء مبعثها فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، حيث تعهد خلال حملته الانتخابية بوأد «الشراكة عبر الهادي»، التي يعتبرها كارثة لبلاده، وذلك على الرغم من أن توقيع 12 دولة عليها استغرق 6 سنوات من المفاوضات الشاقة. ترامب يعتبرها مصدر خطر على الصناعة الأميركية، علماً بأنه ينظر للمهاجرين على أنهم سبب في مشكلات جمة تتعرض لها الولايات المتحدة، خاصة الأمنية منها، ناهيك عن زيادة معدلات البطالة. الكاتب، وهو باحث رئيس بـ«المعهد الوطني للاستراتيجية الدولية» التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فإن ترامب - من الناحية الدبلوماسية - وعد بالتركيز على القضايا الداخلية بدلاً من الانخراط في الشؤون الدولية، ما يثير مخاوف من احتمال انسحاب الولايات المتحدة كأكبر قوة اقتصادية في العالم من ارتباطاتها مع حلفائها.. وتجارياً، كرر ترامب انتقاداته للعولمة، متهماً النخب المالية في «وول ستريت» بأنها أصبحت أكثر ثراءً بسبب العولمة، في حين بات معظم العمال من دون وظائف أو سقطوا في دوامة الفقر. ورغم كل هذه التصريحات، لدى الكاتب قناعة بأن الولايات المتحدة تظل قيادة عالمية وبطلاً في مجال تحرير التجارة.. وأن شعارات الحملة الانتخابية تتغير كثيراً عندما ينتقل الرئيس المنتخب إلى واقع ما بعد الاستحقاق الانتخابي. وبالنسبة لاتفاقية «الشراكة عبر الهادي» التي لا تتضمن الصين، فإن أوباما اعتبرها وسيلة لتعزيز النفوذ الأميركي في آسيا.. وأيضاً ضمانة لتوفير مزايا تجارية للولايات المتحدة، بعيداً عن قواعد منظمة التجارة العالمية، لا سيما في قطاعات كالخدمات والملكية الفكرية. وطالما أن المعاهدة تضمن مزايا ومصالح أميركية، فمن الصعب على إدارة ترامب التنصل منها. «جابان تايمز» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «فترة جديدة لقوات الدفاع الذاتي في جنوب السودان»، قالت «جابان تايمز» اليابانية، إن تمديد مهمة عناصر من الجيش الياباني التي تعمل ضمن قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، يهدف إلى إنقاذ من يتعرضون لهجمات في هذه الدولة الأفريقية حديثة النشأة. ويبدو أن مشاركة قوات «الدفاع الذاتي» اليابانية في هذه المهمة الخارجية يوفر لها فرصة الانخراط في عمليات قتالية، وهي خطوة تتسق - حسب الصحيفة - مع قرار للبرلمان الياباني صدر العام الماضي وبمقتضاه يستطيع الجيش التحرك في حالة تعرض مصالح البلاد للتهديد في الداخل أو الخارج. وتمديد مهمة قوات الدفاع الذاتي في جنوب السودان يأتي في وقت تتزايد فيه الشكوك حول مبررات نشر القوات اليابانية ومدى تطابقها مع القانون الذي سمح بانتشارها في الخارج، علماً بأن القانون هو الذي مهّد الطريق لمشاركة القوات اليابانية في مهام حفظ السلام بالخارج. القانون دخل حيز التنفيذ في مارس الماضي، ويجعل مهمة القوات اليابانية تتجاوز بناء معسكرات إيواء النازحين والإغاثة إلى حماية نفسها وحماية الأطراف الأخرى التي تتعرض لهجوم مسلح، وهذا هو جديد القوات اليابانية في جنوب السودان الموجودة هناك منذ عام 2012. . وضمن هذا الإطار أكد مسؤولون يابانيون بأن هذه القوات قد تنسحب في حال ساءت الأحوال في جنوب السودان، أو أصبح من الصعب عليها تنفيذ المهام المنوطة بها بطريقة آمنة. إعداد: طه حسيب