قال الرئيس باراك أوباما إن من غير المرجح أن ينقض الرئيس المنتخب دونالد ترامب التحسن الذي تشهده العلاقات بين أميركا وكوبا، إلا أنه بالتأكيد سيعيد النظر في الاتفاقيات التجارية مع أميركا اللاتينية. وأضاف أوباما «إن الصداقات التي قمنا بإنشائها مع دول مثل بيرو، وإعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، والاستثمارات التي نضخها في مجال التجارة والسياسات البيئية وما إلى ذلك، كل هذه الأمور أتوقع أن تستمر». وكان أوباما يتحدث إلى مجموعة من أصحاب المشاريع الطموحين وقادة المجتمع المدني عن كيفية تحسين مستوى حياتهم وبلدانهم -وهذا واحد من أنشطته المفضلة- خلال آخر زيارة خارجية رسمية له كرئيس للبلاد. وقد بدأ رحلته يوم الثلاثاء باليونان، ثم توجه إلى ألمانيا يوم الأربعاء، ومنها إلى بيرو يوم الجمعة لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي والمحيط الهادي «آيبك». وقد حاول طوال جولته طمأنة الشركاء أن ترامب لن يتجاهل الاتفاقيات والأولويات التي كرس أوباما جزءاً كبيراً من رئاسته لبنائها. وكانت أصعب مهامه خلال اجتماع القمة لهذه المنظمة التي ساعدت على ظهور اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، وهو اتفاق من شبه المؤكد أنه قد انتهى نتيجة فوز ترامب. وأيضاً، كان من بين الاستراتيجيات المميزة لحملة ترامب أن يشوه صورة المهاجرين القادمين من أميركا اللاتينية، وقد أشار إلى أولئك الذين يعبرون الحدود من المكسيك باعتبارهم مغتصبين ومجرمين. وكانت كل الأسئلة التي وجهها الحضور لأوباما تدور حول القلق الذي أثاره ترامب في هذا الجزء من العالم. وفي حين أن الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين قد توقفت إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، إلا أن عنف العصابات في السلفادور وهندوراس وجواتيمالا، جنباً إلى جنب مع الحالة الاقتصادية التي تبعث على اليأس، دفع المهاجرين من هذه البلدان لالتماس الأمان في دول أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. ورداً على سؤال من مواطن فنزويلي يوم السبت الماضي، رسم أوباما صورة قاتمة للتقدم الذي طرأ على الحرية في جميع أنحاء العالم، وقال إن موجة الدول التي تعتمد على الحكم الديمقراطي قد عكست نفسها، مستطرداً: «إنكم ترون بعض الدول التي تعود للوراء بدلا من التقدم للأمام فيما يتعلق بحرية الصحافة والإنترنت واحترام المعارضة السياسية والمجتمع المدني». وقال أوباما أيضاً إن عدداً من الناس كانوا يقولون إن الديمقراطية لا تخدم بالضرورة التنمية. وخاصة أن نجاح الصين الاقتصادي على مدى الـ30 عاماً الماضية جعل بعض الزعماء، ولاسيما في آسيا، يصرون على أن الكثير من الديمقراطية يمكن أن يكون ضاراً. ولكنه أكد أيضاً أنه على المدى الطويل، فإن الدول التي تتبع الديمقراطية والشفافية والمساءلة تأتي بنتائج أفضل من الدول التي لا تفعل ذلك. جرانديير هاريس* -------------- * كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»