هناك اتهامات للروس بالقرصنة على البريد الإلكتروني لأعضاء في الحزب «الديموقراطي» الأميركي قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والحزب الأميركي الذي لم يهاجمه الروس فاز بالانتخابات، وبعد أقل من أسبوع على الفوز ها هو الرئيس الأميركي المنتخب يخبر بوتين أنه يريد استكشاف تعاون أكبر بين البلدين ضد «داعش»، وهذا ليس جديداً على بوتين. ففي فترة الولاية الثانية من رئاسة بيل كلينتون بدأت العلاقات بين البلدين تتمزق بعد أن أيدت الولايات المتحدة الإطاحة بحليف روسيا في صربيا سلوبودان ميلوسوفيتش وشنت روسيا حرباً ضروس ضد الانفصاليين الشيشان. لكن في عام 2001 تحسنت العلاقات بين الرئيس جورج بوش الابن وبوتين. وتعاونت روسيا والولايات المتحدة ضد تنظيم «القاعدة» بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، ثم غزا الجيش الروسي جورجيا، وبنهاية رئاسة بوش كانت العلاقات الروسية الأميركية مهترئة تماماً، لكن في عام 2008 انتخب الأميركيون أوباما الذي آل على نفسه أن يجلب الأمل والتغيير، وعلى مدار بضع سنين بدت الأمور بحالة جيدة، لكن القوات الروسية ظلت في جورجيا، ثم وافق الروس على قائمة أولويات جديدة للتحكم في الأسلحة النووية وللتعاون في نزع أسلحة إيران، ثم في عام 2013، حدثت ثورة في أوكرانيا وضم الروس شبه جزيرة القرم في العام التالي. وفي عام 2015، أقام الروس قواعد جوية في سوريا وهاجمت المتمردين الذين دربتهم الولايات المتحدة للتصدي للرئيس السوري بشار الأسد. ثم انتخبنا ترامب، وذكر بيان للكرملين أن بوتين وترامب ناقشا في مكالمة هاتفية يوم الاثنين الماضي «الجهود المشتركة في مكافحة العدو المشترك رقم واحد». وإذا تطرفنا في التفسير فإن هذا قد يعني عمليات عسكرية مشتركة في سوريا ضد مواقع «داعش» ورفع العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما على روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، وبالتالي يتم التخلي عن مسعى التخلص من الطاغية السوري الذي يقصف مواطنيه بالقنابل البرميلية، وبالتالي يعيد ترامب وبوتين ضبط العلاقات الروسية الأميركية من جديد. إيلي ليك* * كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»