أعلن رئيس الحكومة الكندية أن كندا التزمت بالمشاركة وقيادة قوات حفظ السلام العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة في أفريقيا.. وقال رئيس وزراء كندا «جستن ترودو» إن كندا تعود لممارسة دورها التاريخي في حفظ السلام الدولي بقواتها المسلحة المدربة جيداً في عملية حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة في مناطق عدة في العالم، وبخاصة أفريقيا والعراق وأفغانستان. وقال رئيس الحكومة الكندية إن لدى كندا ما تقدمه في عمليات السلام التي تجرى تحت مظلة الأمم المتحدة، أكثر من المهام العسكرية المحدودة بإيقاف القتال بين الأطراف المتقاتلة في أفريقيا، وإن مهمة القوات التي ستقدمها إلى أفريقيا قريباً هي مهمة ستعمل على معالجة الجذور والصراع المسلح بين مختلف الأطراف الوطنية الأفريقية، فإن قواته ستساعد على ضمان استقرار السلام والتنمية في تلك البلدان وحماية الأطفال والنساء ضحايا الصراعات المسلحة، مما يشكل أعباء إضافية لمهام قواتنا المسلحة، إذ ليس هنالك معنى لإيقاف القتال في سلام هش لن يستمر طويلاً ما دامت أسباب وجذور الصراعات ستبقى موجودة. وأن هذه النقلة المهمة في مهام قوات حفظ السلام الدولية تحتاج إلى جهود الأمم المتحدة لمساعدة الدول الأفريقية التي تدور في أرضها صراعات دموية بين أطراف الصراع المحلية بسبب قصور التنمية المستمرة في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والتعليمية كافة. وتقول مصادر عديدة إن إعلان رئيس الحكومة الكندية عودة كندا للمساهمة في قوات حفظ السلام الدولية لم يأت من فراغ. القرار جاء بعد مطالبة أمين عام الأمم المتحدة بالمساهمة في قوات حفظ السلام للعمل في أفريقيا ضمن مهمة خاصة بمناطق الصراع الساخنة في الكونغو ومالي ودولة جنوب السودان التي تدور فيها حرب أهلية قُتل فيها (في مالي وحدها) أكثر من عشرين فرداً من قوات حفظ السلام العاملة هنالك. ورغم أن كندا لها تجربة تاريخية في تأسيس قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي أنشأتها الأمم المتحدة عام 1957 باقتراح من وزير خارجية كندا آنذاك (بيرسون) أثناء حرب السويس والتي استمرت حتى عام 1967. المساهمة الكندية الناشطة في قوات حفظ السلام في أفريقيا توقفت بسبب المأساة التي تعرضت لها في رواندا عام 1994 والصومال، حيث تعرضت القوات في رواندا التي كانت تحت قيادة الجنرال الكندي «ديلابير» للحصار من الميليشيات الرواندية والمأساة التي راح فيها أكثر من مئتي ألف ضحية من مواطني البلاد المدنيين، تلك المأساة التي سجلها جنرال ديلابير في كتاب مشهور (أصبح فيلماً أنتجته هوليوود) وبسبب ذلك ربما كان الرأي العام الكندي متحفظاً أو معارضاً لمساهمة قواته في صراعات غير مفهومة. وعقب إعلان الحكومة الكندية المساهمة في مهمات قوات الأمم المتحدة في أفريقيا نشطت الدبلوماسية والمسؤولون الكنديون في التوجه إلى عدد من الدول الأفريقية حيث زار وزير الدفاع الكندي مالي والسنغال والكونغو وإثيوبيا وتباحث مع المسؤولين هناك عن المهمة الكندية.. وقام وزير التنمية الدولية الكندية بزيارة السنغال ومالي وقام وزير الخارجية الكندي هذا الأسبوع بزيارة كينيا ونيجيريا وإثيوبيا، حيث أعلن من نيروبي عن تقديم كندا منحة إلى كينيا لتدريب الشباب، ووصف كينيا بأنها شريك مهم لكندا في الإقليم. ولم يعلن أي من المسؤولين الكنديين إلى أين ستذهب القوات الكندية في أفريقيا (ستمائة من القوات المسلحة ومئة وخمسون من ضباط الشرطة)، لكن الحديث يتردد عن السنغال ومالي (حيث قيادة قوات الأمم المتحدة) والكونغو المجاورة لجنوب السودان. عبدالله عبيد حسن * *كاتب سوداني مقيم في كندا