«بانون» يخيف الأميركيين.. وإعادة تدشين البنى التحتية توحّد «الحزبين» «واشنطن بوست» تحت عنوان من «الهامش إلى البيت الأبيض»، نشرت «واشنطن بوست» أمس افتتاحية، انتقدت خلالها اختيار ترامب لـ«ستيفن بانون» في منصب كبير المخططين الاستراتيجيين، ذلك لأن «بانون» يمكن اعتباره من «اليمين البديل»، التيار الذي كان على هامش التيار المحافظ، إلى أن بدأت حملة دونالد ترامب الرئاسية وأشعلت فيه الحماس. وما يبعث على الاستغراب أن «بانون» يسيطر على موقع Breitbart News وفي هذا الأخير يقدم اليمين المتطرف نفسه كما لو أنه منافح عن الطبقة الوسطى ضد نخبة متعولمة فاسدة، وهو ما تصفه الصحيفة بالرجعية القائمة على نظرة شوفينية. اختيار «بانون» لهذا المنصب، يبث رسالة سلبية لجميع الأميركيين الذين لم يدعموا ترامب في الانتخابات، ولم يختاروه رئيساً، لكنهم راغبون في منحه فرصة الاستفادة من شرعيته كرئيس فاز من خلال صناديق الاقتراع، وبدلاً من مراعاة النصف المحبط داخل المجتمع الأميركي وعدم اختيار رجل ينتمي لليمين المتطرف، اختار ترامب تصعيد شخص يعتبره الأميركيون مصدر تهديد. «بانون» ربما يجد نفسه غير مرحب به في دوائر الحزب «الجمهوري»، خاصة أنه سعى ضمن محاولات عدة لتصدير أيديولوجيته داخل الحزب لتدشين تمرد «جمهوري» داخل مجلس النواب ضد رئيس المجلس «بول ريان» وسلفه «جون بوينر». من ناحية أخرى، استنتجت الصحيفة أن القيادات «الجمهورية» رحبت باختيار «ترامب» رئيس اللجنة الوطنية للحزب «الجمهوري» ريونس بيريوس، لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض، على افتراض أن هذا الرجل بمقدوره توجيه «ترامب» نحو سياسات تتسق مع الاتجاه الرئيسي للحزب، وفي الوقت نفسه تكبح جماح «بانون». وتخشى الصحيفة من أنه لا«بيريوس» ولا معظم القيادات «الجمهورية» قادرة على كبح جماح ترامب، لدرجة أنهم مهتمون بأن يلعبوا هذا الدور، لكن «بيريوس» يبدو مهتماً بلعب دور يمكّن بواسطته ترامب من الاعتذار. «نيويورك تايمز» لم تختلف «نيويورك تايمز» عن «واشنطن بوست» في تخوفها من «ستيفن بانون» الذي سيشغل منصب كبير الاستراتيجيين في إدارة ترامب، فتحت عنوان «تشغيل الكراهية: ستيف بانون في البيت الأبيض»، استنتجت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها إول أمس، أن على كل شخص كان يحدوه الأمل في أن دونالد ترامب بمقدوره أن يصبح حاكماً للولايات المتحدة يمكنه توحيد البلاد، وأن كل الشعارات التي شابت حملته الانتخابية مجرد وسيلة لجذب الناخبين، عليه أن يراجع نفسه، ذلك لأن «بانون» لم يعترض على وصف منصته الإعلامية Breitbart News بأنها منصة لليمين، تضم شباباً يؤمنون بتفوق الرجل الأبيض ورفض الهجرة والتعددية الثقافية ومعاداة المرأة، وهؤلاء يفضلون استعداء المسلمين واليهود وغيرهم من الأقليات، وتوجيه الإهانات لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. «كريستيان ساينس مونيتور» في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «عندما يصبح نجاح ترامب نجاحاً للجميع»، توصلت «كريستيان ساينس مونيتور» إلى قناعة بأن جسر الهوة بين «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» يتطلب الموافقة وبسرعة على حل مشكلة معروفة في الولايات المتحدة، ألا وهي: إعادة بناء الطرق والجسور وغيرها من البنى التحتية، وهذه الخطوة سيستفيد منها الجميع، وفي الوقت نفسه ستعمل على تهدئة الأمور. الصحيفة تقول إن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لم يدعو فقط إلى توحيد صفوف الأميركيين، بل أشار إلى أن أهم أولوياته تتمثل في إنجاز شيء لطالما كان من ضمن وعوده هو وهيلاري كلينتون، أولوية تتعلق بإصلاح البنى التحتية من جسور ومطارات وأنفاق وطرق سريعة. واشنطن بحاجة إلى التفاف حول هذه الأولوية بعد انتخابات صعبة وقاسية، لأنه لا يوجد أفضل من إعادة تدشين البنى التحية كوسيلة لتحقيق الإجماع السياسي، خاصة أن تقادم البنى التحتية التي يعود تأسيسها منذ ستينيات القرن لماضي يثير مخاوف حول بطء الإنتاج الأميركي، وخطر تداعي الجسور وانهيار السدود سيدفع باتجاه التوافق السياسي. وتدعو الصحيفة الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» إلى التخلي عن التصلب الحزبي، كي لا يعرقل الكونجرس التشريعات المهمة، مثلما حدث إبان حزمة «التحفيز الاقتصادي» بعيد فوز أوباما في انتخابات 2008، والتي تسببت في استقطاب حزبي داخل الكونجرس. وبالنسبة لترامب، يتعين عليه توضيح كل تفاصل تمويل مشروعات البنى التحية، خاصة أن «الديمقراطيين» يأملون في تمويل حكومي مباشر لمشروعات البنى التحتية يساهم في توفير الوظائف وتوفير الدعم للمدن، لكن ترامب يريد تمويل هذه المشروعات عن طريق القطاع الخاص، مستغلاً الإعفاءات الضريبية كمحفز لرجال الأعمال، على أن تضع الولايات والمجتمعات المحلية أولوياتها الخاصة بها عند تنفيذ مشروعات البنى التحتية. ويتعين جسر التباينات الحزبية في هذه المسألة ومنح ترامب فرصة للنجاح. «واشنطن تايمز» في تحليلها الإخباري المنشور يوم الخميس الماضي، وبمناسبة مؤتمر مراكش للتغير المناخي، وتحت عنوان «ترامب والتغير المناخي»، رأت «واشنطن تايمز» أن فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، لم يكن مرحباً به في مؤتمر الأم المتحدة متعدد الأطراف حول التغير المناخي، ذلك لأن الرئيس الأميركي المنتخب هدد بسحب مشاركة بلاده من اتفاقية التغير المناخي، علماً بأن بنود الاتفاقية تقول إن عملية الانسحاب تستغرق أربع سنوات. وحسب الصحيفة، يستطيع ترامب تحييد الاتفاقية بمجرد تسلمه زمام السلطة في البيت الأبيض، وذلك من خلال تجاهلها. ترامب يقترح ما يعرف بخطة «أميركا أولاً» للطاقة، التي تتضمن إطلاق العنان لاستغلال 50 تريليون دولار وهي قيمة احتياطيات النفط الصخري والنفط والغاز الطبيعي ومخزونات النفط النظيف المتراكمة منذ مئات السنين.