تتوالى الإشادات الدولية بالتجربة الفريدة التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، فمع إشراقة شمس الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، وانطلاق ملحمة النهضة التي أرسى قواعدها الوالد القائد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بدأت الإمارات ترسم ملامح نموذج وحدوي وتنموي وحضاري، سرعان ما أذهل العالم من أقصاه إلى أقصاه، بسرعة الإنجازات الرائدة التي حققها في المجالات كافة، وبقدرته الفذَّة على الارتقاء بأبناء الإمارات وبناتها في مختلف عوالم النجاح والتميز. ولم يكن لهذه التجربة الإماراتية، التي قلَّ نظيرها، أن تبلغ ما بلغته من تقدير واحترام في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لولا الرؤى السديدة، والجهود الحثيثة لقيادتنا الرشيدة، ممثلةً في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي تواصل الليل بالنهار في سبيل تقدم الإمارات ورفعة شعبها، ما تكلَّل بإضفاء المزيد من الألق إلى النموذج الإماراتي الباهر، الذي يبرع في احتضان واحد من أسعد شعوب المعمورة على الإطلاق، وأبناء أكثر من 200 جنسية ينعمون جميعاً بالأمن والأمان والحياة الكريمة وسط بيئة تزخر بمظاهر التسامح والتعايش وقبول الآخر بعيداً عن الكراهية والتشدُّد والتمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون أو سوى ذلك، فضلاً عن براعته في نشر ثقافة وأدوات الإبداع والابتكار في المجتمع الإماراتي، واستثمارها في صياغة المستقبل الأفضل للدولة وأبنائها. كل ذلك جعل الإمارات تتحوَّل إلى منارة عالمية لإلهام الكثير من الشعوب والدول، بما تنهله من قصص نجاحها من دروس وعبر، لا بل إلى مركز عالمي يلتقي فيه صانعو مستقبل البشرية جمعاء. ولعلَّ من أحدث الإشادات العالمية بالتجربة الفريدة التي تقدمها الإمارات ما أكده البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، في كلمته خلال الجلسة الرئيسة في الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية بإمارة دبي مؤخراً، من أن الإمارات رسَّخت مكانتها بصفتها نموذجاً عالمياً يحتذى به في النظرة المستقبلية والتسامح وتفوُّق الفرص على التحديات، منوهاً بوتيرة التطور والتقدم المتسارعة التي تشهدها الدولة التي تحولت في غضون سنوات قليلة إلى منصة إلهام للجميع. ورأى شواب في كلمته أن دولة الإمارات توسع حدود ما هو ممكن، مشيراً إلى أن وتيرة التغير التي تشهدها الدولة، والتي واكبها من خلال زياراته المتواصلة منذ عام 1973، سريعة حيث باتت الدولة مكان تجمع عالمي للمستقبل، مشيراً إلى أن انعقاد مجالس المستقبل العالمية في دبي هو ترجمة واقعية للمكانة الراسخة لدولة الإمارات على خريطة استشراف المستقبل، من خلال استضافة نخبة من العقول والخبراء من كل أنحاء العالم لمناقشة المستقبل وتصوره، وأضاف: «إنه لأمر مشجِّع أن نكون في بلد يُعلم العالم كيف يمكن أن تكون له نظرة مستقبلية، وأن يرتبط دائماً بالتنوع، ويتمتع بأعلى درجات التسامح التي شكل لها وزارة خاصة، فضلاً عما يتمتع به من قدرات على توليد الفرص من رحم التحديات». ولا شك في أن دولتنا الحبيبة لن يقف طموحها عند هذا الإنجاز الضخم، بل ستمضي بإذن الله عزَّ وجلَّ، وفي ظل ما تملكه قيادتنا الرشيدة من رؤى طامحة لا تعرف حدوداً، نحو المزيد من الإنجازات الرائدة. وفي هذا السياق جاءت إشادة شواب في كلمته بالرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات، وقدرتها على استشراف المستقبل، وصنعه، لافتاً إلى أن هذه الرؤية الاستشرافية للقيادة، والاستجابة السريعة لمواكبة متطلبات المستقبل، تشكلان في دولة الإمارات أمراً حاسماً لضمان نهج الابتكار، وتحقيق السعادة في المجتمع، وهو الأمر الذي عدَّه مثيراً للإعجاب. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية