منذ تأسيسها في سبعينيات القرن العشرين، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة العالمية، كصاحبة رسالة إنسانية عالمية، بما تمدُّه من أياديها البيضاء إلى مختلف الشعوب الشقيقة والصديقة، وتمثله من خير سند للمحتاجين والمعوزين والمتضرِّرين من الأزمات والصراعات والكوارث من أقصى المعمورة إلى أقصاها. فقد أرسى الآباء المؤسسون، وفي مقدِّمتهم الوالد القائد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بما امتلكوه من رؤى حكيمة، وقدموه من مبادرات معطاءة سخية، قواعد نهج إماراتي ثابت، قوامه التشبُّث بالتعاليم الإسلامية الجليلة، والقيم العربية الأصيلة، وما يرشح عنها من المساهمة بدور إقليمي وعالمي فاعل في نشر الخير والسلام والوئام والتسامح من دون تفرقة أو تمييز على أساس دين أو عرق أو لون، بما يصب في مصلحة تحقيق الأمن والسلم الدوليَّين. هذا النهج الذي تبرهن قيادتنا الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يوماً بعد يوم، على أنها حريصة كل الحرص على مواصلته، منح دولة الإمارات سجلاً مشرِّفاً لا حصر لما يزخر به من مبادرات ومشروعات وبرامج ضخمة كماً ونوعاً، ساهمت، ولا تزال، في الارتقاء بحياة الملايين حول العالم. ولا شكَّ في أن من أبرز ما يميز بصمة الخير الإماراتية، إضافة إلى ريادتها وتنوعها وشمولها، أنها لا تقتصر على مساندة المتضررين من الفقر والأزمات وحسب، بل إنها تستهدف كذلك مساعدة الدول على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بهدف تعزيز قواعد الأمن والاستقرار فيها، ومن ثم منع تحولها إلى بيئة خصبة لأصحاب الفكر المتطرِّف، فقد حافظت دولة الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً بدخلها القومي، كما صنَّفتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مقدمة أكثر 10 دول عطاءً في العالم، محتلة بذلك المركز الثاني في قائمة الدول المانحة خلال عام 2015. وضمن هذا الإطار، جاء تأكيد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال استقبال سموه بديوان عام الوزارة في أبوظبي، مؤخراً، ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حرص دولة الإمارات على بناء وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الدولية المعنية بالعمل التنموي والإنساني، بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة للدولة. إن دولة الإمارات، ومن خلال مبادراتها السبَّاقة إلى غوث المعوزين والمتضررين من الكوارث والصراعات، والجهود الدؤوبة التي تبذلها المنظمات الإماراتية الناشطة في مجال العمل الخيري والإنساني والتنموي حول العالم، باتت تمثل عاصمة إقليمية وعالمية للعمل الخيري والإنساني والتنموي، تحظى بتقدير واحترام دول وشعوب العالم أجمع، وفي هذا السياق جاءت إشادة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، خلال اللقاء الذي جمعه بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالدور الريادي لدولة الإمارات في تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية إلى الكثير من المجتمعات والشعوب على مستوى العالم. وهذا التقدير من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ لتجربة الإمارات الرائدة في المجال الإنساني والتنموي هو جزء من كمٍّ لا يُحصَى من الشهادات الإقليمية والدولية المثمِّنة للدور الفاعل الذي تساهم به دولة الإمارات في هذا المجال حول العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية