يحظى النموذج الإماراتي الرائد في مجال تمكين المرأة في ميادين الحياة كافة، بتقدير إقليمي ودولي كبير، ولعلّ اختيار العاصمة أبوظبي كمقر لمكتب الأمم المتحدة للمرأة، ليكون مكتب اتصال لدول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، بهدف تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، هو أحد أبرز الشواهد على هذا التقدير، وعلى ثقة الأمم المتحدة في التجربة الإماراتية المتميزة في هذا المجال، ورغبتها في استثمار نجاح هذه التجربة وتعميمها على العديد من دول المنطقة والعالم. فبموازاة الملحمة التنموية الباهرة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها، تواصل المرأة الإماراتية تسطير سجل استثنائي حافل بالإنجازات الريادية والسباقة، فهي لم تتمكن من إثبات جدارتها في مختلف منابر العلم والثقافة ومواقع العمل الوطني فقط، وإنما أظهرت كذلك كفاءة عالية في تولي المسؤولية والقيادة. وليس ثمة دليل أبلغ على ذلك من تعيين ثماني سيدات في حقائب وزارية مهمة خلال التشكيل الوزاري الأخير للحكومة الاتحادية، وفوز معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، بمنصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي عن الفصل التشريعي السادس عشر، في سابقة هي الأولى من نوعها عربياً، ووصول عدد عضوات المجلس الوطني الاتحادي إلى ما نسبته 22.5% من إجمالي الأعضاء. ولم يكن للمرأة الإماراتية الارتقاء في فضاءات التميز والإنجاز، لولا الدعم اللا محدود الذي تقدمه لها قيادتنا الرشيدة وفي مقدمتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في امتداد لنهج إماراتي ثابت رسّخه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي كان، رحمه الله، خير نصير وداعم للمرأة، بما فتحه أمامها من آفاق رحبة لتولي المسؤولية والإسهام في مسيرة بناء الدولة ونهضتها جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل. وقد جاء افتتاح مكتب الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، أمس الثلاثاء، تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ليمثل دليلاً جديداً على أن اهتمام الإمارات وقيادتها الرشيدة بالمرأة يتعدى المستوى المحلي إلى الإقليمي والدولي، حيث تتبنّى الدولة سياسة داعمة للكثير من المشروعات والمبادرات، التي تهدف إلى تمكين المرأة. وضمن هذا الإطار، أكدت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، في اجتماع عقدته مؤخراً بمقر الاتحاد مع هند العويس المستشارة بهيئة الأمم المتحدة، «أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وجهت بتقديم كل التسهيلات لافتتاح مكتب الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، بهدف استفادة المرأة الإماراتية من القضايا التي تركز عليها الأمم المتحدة ودعم التوجهات التي تفيدها في مجالات متعددة». فيما أشادت هند العويس من جانبها بالتسهيلات التي قدمها الاتحاد النسائي بدولة الإمارات لافتتاح المكتب، وهو دليل على اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، بهذا المكتب باعتباره حلقة وصل بين المرأة الإماراتية والخليجية والأمم المتحدة لتبادل الخبرة والمعرفة بكل ما يدعم المرأة في مجالات التمكين والمساواة بين الجنسين. إن الدور الجليل الذي تقوم به «أم الإمارات»، كإحدى أهم القيادات النسائية العالمية التي أسهمت بكل عطاء وسخاء في تمكين المرأة والدفاع عن سائر حقوقها، ليس داخل الإمارات فقط وإنما خارجها أيضاً، لقي ويلقى إشادات دولية لا حصر لها، ولا شك في أن سموّها بما تمتلكه من إصرار وعزيمة على مواصلة الارتقاء بالمرأة في المجالات كافة، وما تقوم به من جهود نبيلة في هذا الإطار، تمثل قدوة ملهمة لنساء المنطقة والعالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية