المناظرة الرئاسية الثانية التي استمرت 90 دقيقة وشابها التوتر والحرج والمرارة في أغلب الأحيان، انتهت بلحظة نادرة من الكياسة. وكانت مكافأة المشاهدين الذي استطاعوا الصمود وتحمل المباراة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون هي جرعة صغيرة من الإيجابية. ولم تكن هذه ترياقاً لكل القبح، لكنها كانت لحظة لطيفة بشكل مثير للانتعاش. وكان أول سؤال في المناظرة يدور حول مدى تأثير الخطاب في هذه الحملة على الأطفال. ولكن السؤال الأخير هو الذي يمكن أن يكون بمثابة درس للأطفال. فقد طلب «كارل بيكر»، وهو ناخب لم يقرر بعد من الذي سيمنحه صوته، من كلا المرشحين أن يذكر شيئاً يعجبه في المرشح الآخر. وقد كانا قادرين على القيام بذلك. من جانبها، أثنت كلينتون على ترامب لقيامه بتنشئة الأطفال. أما ترامب فقد أعرب عن إعجابه بكلينتون كونها أشبه بمقاتل لا يستسلم أبداً. وبعد ذلك تصافح الاثنان، وهو الشيء الذي لم يفعلاه قبل بدء المناظرة. هذان الشخصان يكرهان بعضهما بعضاً. وقد كان هذا واضحاً من مشاهدة لغة الجسد لديهما أثناء المناظرة بأكملها. ومع ذلك، فقد كانا قادرين على إيجاد شيء لطيف لقوله عن بعضهما بعضاً. وإذا حكمنا من خلال «تويتر»، فقد كان جهد «بيكر» محل تقدير كبير، فهناك بعض التغريدات التي قالت: «كارل بيكر كان لا يصدق. شكراً لك لإقحام لحظة لطف بين مرشحينا». «ربما ينبغي علينا جميعاً الكتابة إلى #كارل بيكر» (من إيريك انجليبرادت). من السهل أن نركز على الصفات السلبية للناس. هناك شيء في الطبيعة الإنسانية يجعل اختيار الأخطاء أسهل من رصد الفضائل. ولكن ما أظهره لنا ترامب وكلينتون مساء يوم الأحد الماضي، هو أنك تستطيع إيجاد الخير في كل الناس إذا ما حاولت. كولبي ايتكويتز كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»