حرص الآباء المؤسسون، وعلى رأسهم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، على أن تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنقطة مضيئة على الخريطة العالمية، وكدولة سخيَّة ومعطاءة تسجل بصماتها الإنسانية المتلاحقة في جميع ميادين العمل الخيري والإغاثي الإنساني والتنموي حول العالم، وأن تمدَّ أيادي الخير والسلام إلى الشعوب الشقيقة والصديقة كافة، وتسهم بدور فاعل في نجدة المحرومين والمعوزين والمتضرِّرين جراء الصراعات والنزاعات والكوارث، انطلاقاً من اعتبارات أخلاقية لا تتبنَّى أي معايير تمييزية، بل تشمل الجميع من دون الالتفات إلى المعتقَد الديني، أو الانتماء الفكري، أو العرق، أو اللون، أو سوى ذلك. واليوم فإن أبناء الإمارات وبناتها جميعاً يفخرون كلَّ الفخر بأن وطنهم المعطاء، وفي ظل توجيهات القيادة الرشيدة، في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وحرصها التام على استكمال مسيرة العطاء الإماراتية التي تتسم بتنوُّعها وشمولها المجالات الإغاثية والصحية والتنموية كافة، بات عنواناً إقليمياً وعالمياً رائداً لنشر الخير وتعزيز الأمن والسلم الدوليَّين. وهذه المسيرة الشامخة مكَّنت الإمارات من الحفاظ، للعام الثالث على التوالي، على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الدولية قياساً بدخلها القومي، كما صنَّفتها لجنة المساعدات الإنمائية، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في مقدِّمة أكثر 10 دول عطاءً في العالم، محتلَّة بذلك المركز الثاني في قائمة الدول المانحة خلال عام 2015. وقد أكسبت هذه التجربة الإنسانيَّة المضيئة الإمارات احترام وتقدير الجهات الإقليمية والعالمية المختلفة على المستويات الرسمية والشعبية، لتتوالى الشهادات والإشادات من أقصى المعمورة إلى أقصاها. وأحدث هذه الإشادات جاءت على لسان ماكي سال، الرئيس السنغالي، الذي ثمَّن المبادرات الإنسانية، والأيادي البيضاء التي تبسطها الإمارات لبلاد العالم، على اختلاف ثقافاتها وأعراقها وجنسياتها، مشيداً بالتطوُّر الكبير الذي تشهده الإمارات برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وقد جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع الدكتورة منال تريم، عضو مجلس الأمناء، المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، بالرئيس السنغالي، على هامش الزيارة التي قام بها وفد مؤسسة نور دبي للسنغال مؤخراً، وقد كانت الزيارة فرصة لاطِّلاع المؤسسة على الأوضاع الصحية، خاصة أوضاع المصابين بالإعاقات البصرية في السنغال، وفي هذا الإطار، فقد أوضحت الدكتورة منال تريم أنه ستتم إقامة مخيَّم علاجي إماراتي لمرضى العيون في العاصمة السنغالية خلال الشهور المقبلة، وهو النشاط الأول من نوعه الذي تقوم به أيُّ دولة مانحة في السنغال. ولا شكَّ في أن الشهادات المتتالية، المثمِّنة للدور الإماراتي المتميز في الارتقاء بالمشهد الإنساني والتنموي العالمي، تمثل حافزاً للقائمين على العمل الخيري والإنساني في الدولة لبذل المزيد من الجهد، وإطلاق المزيد من المبادرات النوعيَّة، بهدف مواصلة رسالة الإمارات الإنسانية العالمية، وإثراء مسيرتها المعطاءة الشاملة القائمة على عمل مؤسسيٍّ يسهم في النهوض به الكثير من المؤسسات والهيئات التي تحظى بالدعم المباشر والمستمرِّ من قيادتنا الرشيدة. ولعل أبرز ما يميِّز هذه المسيرة المستمرة أنها لا تقتصر على مساعدة المحتاجين وضحايا النزاعات والكوارث فحسب، بل تمدُّ أيضاً أياديها الخيِّرة لمساعدة الدول الشقيقة والصديقة على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتثبيت أسس الأمن والاستقرار فيها. ـ ـ ــ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.