بالنسبة لهيلاري كلينتون، تعد بنسلفانيا ولاية آمنة من الفشل. فإذا فازت هناك، فإن طريق دونالد ترامب إلى الفوز في الانتخابات يصبح أكثر صعوبة. وقد أنار أداؤها خلال المناظرة مساء الاثنين ما يعتقد «الديموقراطيون» أنه احتمالات جيدة بالفعل. وكان هذا واضحاً يوم الثلاثاء الماضي عندما سلط نائب الرئيس جو بايدن الضوء خلال حشد يرفع شعار «اخرجوا للتصويت» في جامعة دريكسيل في فيلادلفيا. وقد تطرق إلى المناظرة، حيث كان غالباً ما يمتدح كلينتون وينتقد ترامب أمام الحشد المتحمس. وكان «الديموقراطيون» يشعرون بالقلق حول كيفية تحفيز الناخبين من الشباب، لذا فقد عبروا عن ارتياحهم بعد أن قال بعض طلاب دريكسيل إن المناظرة جعلتهم أكثر ميلاً للتصويت لكلينتون. ولحق بهم أيضاً الناخبون السود، بحسب ما ذكر «دوايت إيفان» وهو مشرع ديموقراطي مخضرم آثر أن يفوز بمقعد في الكونجرس في شهر نوفمبر في مقاطعة فيلادلفيا وأغلبية سكانها من السود. وقال إيفان: «عندما يحط ترامب من قدر باراك أوباما بقضاياه المجنونة عن مولده خارج الولايات المتحدة وغيرها فإن هذا يجعل الناس يشعرون بالجنون». وقد انتقد المرشح الجمهوري مراراً وتكراراً رئاسة أوباما أثناء المناظرة، ورفض تحمل مسؤولية نشر أكاذيب مفادها أن أوباما لم يولد حقاً في الولايات المتحدة. ورغم ذلك، فإن «الديموقراطيين» لا يأخذون بنسلفانيا كأمر مفروغ منه. لقد زارت ميشيل أوباما فيلادلفيا يوم الأربعاء وتوقفت في جامعة «لاسال». أما زيارة بايدن فقد كانت الثالثة في غضون الشهرين الماضيين وهو يعتزم القيام بمزيد من الزيارات، كما أيد أوباما كلينتون في فيلادلفيا في 13 سبتمبر. أما كلينتون فقد زارت ولاية كيستون أربع مرات منذ انعقاد المؤتمر «الديموقراطي» في شهر يوليو (والذي كان أيضاً في فيلادلفيا)، وقامت بجولة في الولاية مستقلةً حافلة. وقام «تيم كين» الذي اختارته كلينتون ليخوض الانتخابات نائباً لها، بزيارة أربع مدن في بنسيلفانيا، وزارتها زوجته «آن هولتون» مرة واحدة، وبالمثل ظهر بيل وتشلسيا كلينتون هناك عدة مرات. وعلى النقيض من المسابقات الصعبة في فلوريدا أو أوهايو، فإن «الديموقراطيين» واثقون أن كلينتون ستفوز في بنسلفانيا على الرغم من عدد قليل من استطلاعات الرأي، التي تظهر أن السباق يضيق، وقد أظهر استطلاع للرأي خاص بـ«الديموقراطيين» أجري مؤخراً أنها ما زالت تتقدم بثماني نقاط. وما زال «الجمهوريون» يعتقدون أن ترامب بإمكانه الفوز في بنسلفانيا، على الرغم من أن الحزب خسر في الانتخابات الرئاسية الست الأخيرة في الولاية. وهم يحسبون أن حملة سلبية بشكل كبير ستثبط الناخبين من الإقبال على الانتخابات في فيلادلفيا وضواحيها المكتظة بالسكان، حيث يؤدي «الديموقراطيون» أداء حسناً، وأنهم سيبعدون الناخبين الشباب الذين يميلون للحزب الديموقراطي. إن الإقبال أمر حيوي في بنسلفانيا، ففي عام 2012، بلغت نسبة التصويت من غير البيض، الذي ذهب بأغلبية ساحقة لمصلحة أوباما ليتفوق على ميت رومني، 21% من الناخبين. وفي عام 2014، عندما لم يكن هناك سباق رئاسي، تراجعت هذه النسبة إلى 18%. وبالنسبة للبيض الجامعيين، الذين يتجهون نحو كلينتون، فقد شكلوا تقريباً نصف الناخبين في ولاية بنسلفانيا في عام 2012، ولكن أقل من 40% قبل عامين، كما تراجعت أيضاً نسبة الناخبين الشباب. ويأمل «الديموقراطيون» في أن حشود مثل حشود بايدن وآل أوباما ستساعدهم على تحقيق نسبة إقبال قريبة من مستويات 2012. ـ ـ ـ ـ ألبرت هانت* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»