أصدر السيناتور الجمهوري تيد كروز هجوماً قاسياً على دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي لكروز في مايو الماضي. فقد وصفه بأنه «كاذب بشكل مرضي» وتحدث عن نرجسيته الخطيرة. وخلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو، آثر كروز ألا يؤيد ترامب. وقد لاقى استهجاناً، لكنه حظي ببعض الإعجاب من المحافظين الصادقين. وقال كروز: «لكل من يسمعني، فضلاً لا تبقوا في منازلكم في شهر نوفمبر». وأضاف: «قفوا وتكلموا واحتكموا إلى ضمائركم وامنحوا أصواتكم المرشح الذي تثقون بأنه سيدافع عن حريتنا وسيكون مخلصاً للدستور». لكن بعد ذلك، عاد كروز وأيد ترامب يوم الجمعة في صفحته على الفيسبوك. ليس هناك تفسير منطقي. فكل ما أدرجه كروز كمبرر للتصويت لترامب- موضوع المحكمة العليا مثلاً- كان مصدر قلق في يوليو. لقد أصبح ترامب أكثر اعتياداً على الكذب. ومن الواضح للترامبيين، والجمهوريين أصحاب شعار «لا لترامب إطلاقاً»، ولوسائل الإعلام، وللديمقراطيين وجميع الناخبين في تكساس، أن كروز فقد أعصابه وأصبح يخشى أن يُتهم بإغراق ترامب، وهو لا يتحمل قطيعة فصيل «حزب الشاي» الذي أيده إلى حد كبير في الانتخابات التمهيدية. وقد تراوحت ردود الفعل على صفحة الفيسبوك بين الرعب والغضب. وكتب أحد الأشخاص: «الأمر المحزن هو أنك تبدو شخصاً معاكساً تماماً كما فعلت أثناء المناظرات، وأثناء الحملة الانتخابية، وفي ليلة المؤتمر وفي الأيام التي تلت ذلك». وقال آخر: «لا بد أنك تمزح. يا لها من خيانة. إني أشعر بالخجل لأني أيدتك. وبتأييدك له، فأنت تؤيد كل ما قاله عنك وعن آخرين كثيرين. ماذا حدث؟! إني لست معتاداً تأييد أشخاص يهاجمون زوجتي ووالدي؟ إنك تؤيد سياساته الليبرالية وتدمر الجزء المحافظ من الحزب الجمهوري. لقد فقدت ناخباً، يا سيد كروز. لقد انحنى آخر محافظ أمام الليبراليين الذين سيقودون هذه البلاد إلى الفشل». أما رد الفعل من جانب المحافظين فقد كان قاسياً. «طالما أن اقتراحات ترامب يمكن الدفاع عنها باعتباره يمينياً أكثر مما ستقدمه لنا هيلاري، فهذا أمر محافظ بما فيه الكفاية. وإذا كان هذا الرجل هو كروز الآن، فقد كان من الأفضل له ألا يفتح فمه لانتقاد متيش وماكونيل مرة أخرى»، بحسب ما كتب «اللهبودينت»، وهو مدون مجهول الهوية. أما ديفيد فرينش، الذي فكر في الترشح كمحافظ مستقل، فقد سخر من فكرة أن كروز لا يتحمل «الضغط». وكتب: «أي ضغط؟ إن رينس بريباس المرعب قد يغضب؟ وقد تفقد مقعدك في مجلس الشيوخ. إن الأمة لا يمكن أن تظل على قيد الحياة دون وجود كروز في مجلس الشيوخ». وبعد ذلك، أعلن بريباس أنه سيجعل من الصعب بالنسبة إلى هؤلاء الذين وقعوا التعهد أن يترشحوا، إن كروز يبدو جباناً، إنه الشخص الوحيد الذي يخاف رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية. وأياً كانت مميزاته أكثر من المتوسلين لترامب مثل السيناتور ماركو روبيو، حاكم فلوريدا الجمهوري، فقد تبخرت. إن الخطوة التي قام بها كروز لا يمكن تفسيرها تقريباً. وقد كتب المرشح المحافظ المستقل «إيفان ماكميلان»، في بيان: «في حين أن كروز ليس أول من خان مصالح بلادنا مقابل مصالح سياسية، فهو بالتأكيد واحد منهم. لهذا فالحزب الجمهوري في ورطة كبيرة كأداة سياسية بالنسبة إلى الحركة المحافظة». كاتبة في مدونة «رايت تيرن» بصحيفة «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»