عندما أعلن الراديو الوطني العام (إن بي آر) الشهر الماضي أنه لن يبرز أي تعليقات من القراء على موقعه على الإنترنت، سادت حالة من الابتهاج العام. «حسنا فعل، ويجب على الجميع أن يفعل نفس الشيء»، كانت هذه هي نغمة الاستجابة التي رأيتها على «تويتر». وكتب «ريم ريدر» من صحيفة «يو إس إيه توداي»، والذي لاحظ أن مؤسسات الأخبار الأخرى كانت أيضاً تتحرك بعيداً عن التعليقات «هذا الاختفاء هو موضع ترحيب». وكتبت «إليزابيث جينسين» محققة الشكاوى في (إن بي آر) أن هذه الخطوة تبدو منطقية بالنسبة إليها، نظراً إلى أن شريحة صغيرة من الجمهور كانت تشارك. بيد أنني أعترض. فإنني أجد قيمة في تعليقات القراء، والتي لا يمكن نشرها بشكل كافٍ في مكان آخر. والقول إن هذا المناقشات انتقلت إلى «فيسبوك» و«تويتر» هو قول مغلوط، فهذه أماكن جيدة للنقاش، لكنها ليست بديلاً لوجود مناقشات، حيث تعيش القصة نفسها. إنني على قناعة أن العديد من القراء الأذكياء الذين يمكنهم المساهمة بصورة إيجابية لن يتابعوا قصة على وسائل الإعلام الاجتماعية للحديث عنها. وينبغي على مؤسسات الأخبار إصلاح التعليقات على الإنترنت بدلاً من تجنبها. ففي كثير من الأحيان، تكون هذه التعليقات مكاناً لتجمع المتصيدين الذين هم على استعداد لتقديم آرائهم الدنيئة. وفي أحيان كثيرة، تكون هذه التعليقات عنصرية وكارهة للنساء ومسيئة وحتى تشهيرية. ومن الممكن أن تؤذي هذه الآراء أيضاً جمع المعلومات، وتنتقد في بعض الأحيان مصادر المراسلين مما يجعل هذه المصادر أكثر تردداً في الحديث إليهم في المرة القادمة. في عام 2010، عندما كنت رئيس تحرير «بافالو نيوز»، أصابني ما يكفي من الإزعاج بسبب التعليقات المدمرة. وكان من الغريب أن نحصل على بعض الاهتمام الوطني، على الرغم من أن هذا لم يكن هدفنا: منعنا نشر تعليقات القراء مجهولي الهوية، وطلبنا من القراء استخدام أسمائهم والإفصاح عن مواقعهم، كما يحدث مع الخطابات التقليدية التي يتم إرسالها إلى رئيس التحرير. وعندما كنت محررة في «نيويورك نيوز» حتى الربيع الماضي، وجدت أن تعليقات القراء دليل لا غنى عنه لجماهيري، وتقدم بعضاً من أكثر المناقشات وردود الفعل المدروسة. مارجريت سوليفان كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»