تمضي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في الارتقاء براية الإمارات أكثر وأكثر في سماءات المجد وتعزيز القيم الأصيلة من نصرة الحق وإغاثة الملهوف في كل زمان ومكان، من دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه أو ما عدا ذلك من عناصر التمييز المقيتة، وذلك ضمن ملحمة إنسانية قلّ نظيرها تواصلها دولة الإمارات قيادةً وشعباً بكل عزيمة وعطاء، في امتداد لنهج الخير والنجدة والسخاء الذي أرسى قواعده الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي بفضله برزت دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد على الخريطة العالمية، نقطةً مضيئة لا تتوقف عن مدّ أياديها البيضاء لمساعدة الشعوب الشقيقة والصديقة كافة، ومساندة الفقراء والمعوزين والمتضررين من تداعيات الأزمات والنزاعات والكوارث حول المعمورة. وقد أثمرت الإسهامات الإماراتية الإنسانية، الثّرية كماً ونوعاً، على مستوى المنطقة والعالم، في تتويج الدولة كعاصمة إقليمية ودولية في مجال العمل الخيري والإنساني والتنموي، فقد برزت الإمارات ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية والإنسانية، وباتت محلّ احترام وتقدير المجتمع الدولي برمّته، بما تقوم به من دور ريادي فاعل في خدمة البشرية جمعاء، وتحسين ظروف حياة الآلاف بل الملايين في مشارق الأرض ومغاربها. وضمن هذا الإطار، جاء توقيع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية الصليب الأحمر بجمهورية مالي، مؤخراً، مذكرة تفاهم للتنسيق والتعاون في المجال الإنساني والتنموي على الساحة المالية، تنفذ الهيئة بموجبها عدداً من المشاريع التنموية لدعم استقرار النازحين المتأثرين من الأحداث في الشمال، والتي تتضمن مجالات حيوية كالإسكان وتعزيز قدرات الأسر المتضررة من خلال تمليكها وسائل إنتاج ومشاريع صغيرة تعينها على مواجهة ظروفها الاقتصادية والاجتماعية. مشاريع الهيئة المزمع إنشاؤها في 6 قرى بمنطقتي تمبوكتو وغاو في شمال مالي، والتي تتضمن صيانة عشرات المساكن المتضررة بفعل الأحداث، إضافة إلى مشروع آخر للإنتاج الحيواني من خلال تمليك المواشي لمئات الأسر، ومشاريع تعزيز القدرات والأسر المنتجة الذي يوفر ماكينات الخياطة والمواد المتعلقة بها للمرأة النازحة في مالي، هي امتداد للمبادرات الإماراتية الإنسانية اللامحدودة، والتي تستهدف الوقوف إلى جانب مختلف الأشقاء والأصدقاء لمساعدتهم على تجاوز التحديات الإنسانية وخاصة في مناطق الصراعات والأزمات والكوارث، وضمن هذا السياق، أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لـ«هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» أن مشاريع «الهلال الأحمر» المزمع تنفيذها تجسد حرص دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على دعم جهود التنمية في مالي، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تجد الاهتمام والمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس الهيئة. إن العمل الخيري والإنساني الإماراتي، الذي يتّسم بالتنوع بحيث يشمل العديد من المجالات الإغاثية والإنمائية والصحية وسواها، وينطلق من اعتبارات أخلاقية بعيدة كل البعد عن أي معايير تمييزية، أكسب دولة الإمارات وإسهاماتها الإنسانية مصداقية كبيرة لدى كل من المؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال، والمستقبلين للمساعدات والمستفيدين منها على حدّ سواء، إضافة إلى ما أفرزه من تعزيز مكانة الإمارات الإقليمية والدولية كسند أساسي لضحايا الأزمات والكوارث، وضمن هذا الإطار أعرب الدكتور عبدالرحمن سيسي، رئيس جمعية الصليب الأحمر المالي، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات لموافقها الإنسانية الأصيلة تجاه الشعب المالي خلال الأزمات التي ألمّت به، مشيراً إلى أن الإمارات كانت ولاتزال سنداً قوياً وداعماً أساسياً لقضايا النازحين واللاجئين في مالي. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية