مقترح روسي لسلام الشرق الأوسط.. وإسرائيل بحاجة للاعتراف بالأخطاء «جيروزاليم بوست» صحيفة «جيروزاليم بوست» علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على مقترح روسي لعقد اجتماع في موسكو بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك في إطار الجهود الرامية لإعادة إحياء مفاوضات السلام، وهو المقترح الذي أصدر مكتب نتنياهو بياناً بشأنه يقول إن هذا الأخير أكد على موقف إسرائيل من أنه مستعد دائماً للالتقاء مع عباس «بشكل مباشر ومن دون شروط مسبقة». الصحيفة قالت إن الاهتمام الروسي المتزايد بعملية السلام يستند إلى تاريخ طويل من العلاقات الروسية مع إسرائيل، مشيرة في هذا السياق إلى أن روسيا عضو في «الرباعية الدولية» التي أنشئت في 2002، واعتبرت المقترح جزءاً من اهتمام روسيا بالشرق الأوسط في وقت تواصل لعب دور متزايد في المنطقة، وخاصة في سوريا حيث تقاتل نيابة عن نظام بشار الأسد. وترى الصحيفة أن ثمة دلائل على أن نتنياهو تربطه علاقات جيدة مع بوتين، أحسن من تلك التي تربطه مع الرئيس باراك أوباما، معتبرةً أن ذلك يمكن أن يمنح نتنياهو سبباً للنظر إلى موسكو كوسيط جديد ومرحب به، بالنظر إلى علاقته المذبذبة مع أوباما، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن تظل علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة قوية وممتازة، بما في ذلك الحفاظ على الدور الأميركي في عملية السلام، إنطلاقاً من أن إسرائيل والولايات المتحدة تجمعهما علاقات وثيقة تستند إلى ما وصفته بالتحالف التاريخي الطويل، والقيم المشتركة، والعلاقات الأمنية، والروابط الشخصية بين الكثيرين في البلدين. ولكن هذا لا يعني أن على إسرائيل أن تهمل علاقاتها مع روسيا، تستطرد الصحيفة، بل على العكس، أن الحكمة تقتضي أن تقوم إسرائيل بالبناء على الدور الفريد الذي تلعبه موسكو في المنطقة لتعديل السلوكيات وإرساء الاستقرار في البلدان التي تطرح خطراً أمنياً بالنسبة لإسرائيل، وفي هذا الإطار، أشارت إلى أن بوتين لديه نفوذ على الأسد إضافة إلى النظام الإيراني، مشددة على ضرورة الاستمرار في استثمار وتطوير العلاقات مع موسكو خدمةً لمصالح إسرائيل الأمنية الكبرى. لكن بالنظر إلى كل ما تعنيه العلاقة الأميركية، تقول الصحيفة، إن من غير الحكمة أن تظهر إسرائيل منحازة إلى روسيا باعتبارها الشريك الاستراتيجي الوحيد لها. «يديعوت أحرنوت» ضمن عمود له بعدد الثلاثاء من صحيفة «يديعوت أحرنوت»، اعتبر الصحافي الإسرائيلي «يارون لندن» أن الدول القوية والواثقة من نفسها تستطيع أن تعترف بالأخطاء والمظالم التي ارتكبتها من دون أن يُضعف ذلك أسس وجودها، معتبراً أن الوقت قد حان لكي يعترف الإسرائيليون بأنهم ارتكبوا أخطاء ومظالم في الماضي، في إشارة إلى «النكبة» التي شملت أعمال قتل وتهجير في حق الفلسطينيين العام 1948. الكاتب استهل عموده بالإشارة إلى احتجاج الحكومة البولندية على البيانات والكتابات التي لا تشير بشكل واضح إلى أن البولنديين ليسوا هم من أقاموا معسكرات الموت، وإنما المحتلون الألمان، ونفيها القاطع أن يكون البولنديون قد اضطهدوا وقتلوا اليهود خلال الحرب وبعدها. ولئن كان الكاتب يقر بأن بولندا نفسها كانت ضحية لألمانيا النازية التي كانت تعتبر البولنديين كائنات دون البشر وقتلت 3 ملايين من مواطنيها غير اليهود، فإنه يؤكد أن أعداداً معتبرة من البولنديين كانوا لا يكترثون بمصير يهود بولندا، بل إن بعضهم شارك فعلياً في اضطهادهم، وقال إن الإسرائيليين يطلبون من بولندا مساءلة ونقداً ذاتياً، ولكن بولندا تأبى ذلك. غير أنه أضاف أن رفضها ليس مفاجئاً على اعتبار أن ليس في العالم بلد يرغب في الاعتراف بخطاياه، وأن الاعتراف يحتاج لصدمة قوية تسمح أحياناً بتغيير الخطاب الوطني. الكاتب شبّه حال البولنديين مع اليهود بحال الإسرائيليين مع الفلسطينيين فقال: «إن محاولات المؤسسة السياسية الإسرائيلية منع عرب إسرائيل من التعبير عن فقدان وطنهم بأي طريقة إنما يُظهر أننا غير واثقين من أنفسنا». ثم استطرد قائلاً: «إننا، وعلى غرار البولنديين، نشعر أيضاً بأننا ضحايا أزليون، وإنجازاتنا الكبيرة لا تخفف من وطأة مرضنا. إننا نخاف من أن نَضعف ونسقط إذا اعترفنا بعيوبنا وأخطائنا. والحال أن الأكاذيب التي نقولها لأنفسنا تشبه مخدراً ينبغي مضاعفة جرعاته من أجل شل وتخدير الشك الذي يلتهم شعورنا بالعدل وبأننا على حق». «هآرتس» صحيفة هآرتس أفردت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي للتعليق على قرار إحدى محاكم القدس يوم الأحد حول «قانون الدخول إلى إسرائيل»، معتبرة إياه محطة قانونية مهمة في حماية طالبي اللجوء، وكانت المحكمة قد رفضت رأياً قانونياً لوزارة لداخلية الإسرائيلية يعتبر أن طالبي اللجوء الإيريتيريين الذين فروا من الخدمة العسكرية في بلدهم لا يستحقون ولا ينبغي أن يمنحوا وضع لاجئ. الصحيفة أشارت إلى أن معظم اللاجئين في إسرائيل هم من إريتيريا، وأن الكثير منهم فروا من الخدمة العسكرية، التي لا حدود زمنية لها في بلدهم، مضيفة أن كل من يعارض هذه الخدمة يُعتبر عدواً للنظام ويتعرض للاضطهاد والسجن والتعذيب، وتقول إن هذه الخدمة لا تشبه في شيء الخدمة في الجيش الإسرائيلي، بل إنها أشبه بعقوبة سجن يمكن أن تدوم مدى الحياة، وبالتالي، فهي شبيهة بالعبودية. وقبل أن تصدر المحكمة قرارها، كانت وزارة الداخلية الإسرائيلية ترفض اعتبار هذا الوضع سبباً لقبول طلبات لجوء الإريتيريين، حتى وإنْ لم تقم بترحيلهم إلى إريتيريا بسبب التزام إسرائيل عدم إعادة شخص إلى بلده إذا كانت حياته أو حريته ستكون في خطر. الصحيفة انتقدت المعاملة الإسرائيلية لطالبي اللجوء الإريتيريين قائلة إن الدولة تحجم عن ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي، من جهة، ولكنها، من جهة ثانية، تحرمهم من وضع لاجئ وتسلبهم حريتهم عبر حجزهم في مركز الاعتقال «هولوت» ومحاولة إرسالهم إلى بلدان أفريقية مثل أوغندا ورواندا، أو تقوم، في حالات أقل سوءاً، بإهمالهم وحرمانهم من أبسط الحقوق الاجتماعية. إعداد: محمد وقيف