بعد أسابيع من إلقاء خطابته المشؤومة عن السود لجمهور كان معظمه تقريباً من البيض في إطار محاولاته المزيفة تماماً «للتواصل مع السود» - وهو في الحقيقة مجهود لمتعصب يحاول أن يخفي تعصبه – أفصح دونالد ترامب أخيراً عن رسالته أمام جمهور يضم عدداً قليلاً من السود. فقد تحدث أمام عدد قليل من الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية في فيلاديلفيا الشمالية، وقال لهم «ترامب» إنه «ليس متعصباً»، وألقى باللوم على وسائل الإعلام كونها السبب في تصويره بهذه الطريقة. وأقول لترامب: لا يا سيدي، توقف عندك. إننا لن نسمح بأي تحريف أو إعادة صياغة لكلماتك هنا. إنك متعصب. هذا ليس سرداً إعلامياً أو قصة خرافية. هذه حقيقة مطلقة. لم يصنع أحد تعصبك، بل أنت الذي أظهرته. لقد لوحت بفخر بفظاظتك، والآن تريد أن تنتحب وتئن بشأن اختلافاتك. لا، لن يحدث هذا اليوم، ولا اليوم التالي. لن يحدث أبداً. إنك لم تتخلص مما بداخلك. إن روحك مظلمة، وشخصيتك فاسدة. إنك دجال ركب موجة من التعصب حتى قمتها. إنك أول من آمن بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة. لقد آذيت المكسيكيين وشهرت بالمسلمين. لقد تعاملت مع المرأة بازدراء. لقد سخرت من ذوي الاحتياجات الخاصة. لقد أظهرت نقصاً هائلاً في المعرفة الأساسية عن الحكم. لقد أشدت بالحكام المستبدين. لقد شجعت الاعتداء على المتظاهرين في التجمعات الحاشدة الخاصة بك. إنك مثال لأسوأ ما في البشر. إنك نتاج ما يحدث عندما يلتقي عدم حب الاستطلاع مع عدم التسامح. يريد ترامب أن يثبت للمعتدلين البيض أنه ليس عنصرياً متعصباً. وفي يوم السبت الماضي، سافر ترامب إلى ديترويت وزار طائفة من الكنيسة أو على الأقل جزءاً من هذه الطائفة، حيث تظهر الصور المكان وكأنه خالياً تقريباً، وقبل أن يقرأ ترامب تصريحاته، قال: «لقد كتبت هذا في يوم آخر لأنني كنت أعلم أنني قادم إلى هنا، وكلامي نابع من القلب». تشارلز بلاو* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»