أصداء التعاون العسكري الروسي- الإيراني.. و«أولمبياد ثقافية» في شرق آسيا «ذي موسكو تايمز» في مقاله المنشور يوم الخميس الماضي بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية، وتحت عنوان «بوتين وآية الله..علاقات قوية ينبغي رصدها» أشار «ديفيد باتركاركوس» مؤلف كتاب «إيران النووية: ميلاد الدولة الذرية»، إلى أن لدى روسيا وإيران منذ عام 1991 علاقات اقتصادية قوية، وذلك بعدما وافقت روسيا على تدشين مفاعل «بوشهر»، فموسكو في أمس الحاجة إلى السيولة النقدية، وفي المقابل تحتاج إيران إلى الخبراء، ما يعني أنهما منضويتان في علاقة جيدة، تمت ترجمتها إلى علاقات اقتصادية قوية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ومذاك تعاونت روسيا مع الصين لعرقلة العقوبات الأممية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.. وحسب الكاتب، فإن العلاقات الراهنة بين موسكو وطهران، ازدادت قوة، حيث شنت طائرات روسية من طراز «توبولوف22إم 3» و«سوخوي 34 القاذفة المقاتلة» غارات جوية انطلاقاً من قاعدة «نوجه» الجوية في همدان الواقعة غرب إيران، ناهيك عن صفقات تسليح ضخمة تم تحريكها خلال الآونة الأخيرة، وتتضمن طائرات سوخوي المقاتلة. هذه التطورات ربما تعكس استراتيجية روسية جديدة تجاه الوضع في سوريا. فعلى الرغم من أن الجيش الروسي يدّعي أنه أنهى عملياته التي تنطلق من قاعدة «نوجه»، فإن احتمالات الدخول في تعاون عسكري مستقبلي بين الطرفين يظل على الطاولة. وهذا ما يتضح من تصريحات الناطق الرسمي باسم وزير الدفاع الروسي الجنرال إيجور كونشينكوف، مفادها أن استخدام القوات الجوية الروسية لقاعدة «نوجه» في المستقبل، يتوقف على الظروف التي تمر بها سوريا. وحسب الكاتب، فإن تنامي العلاقات الروسية- الإيرانية، على هذا النحو ستكون له تداعيات على الولايات المتحدة، وأيضاً على الحرب الأهلية في سوريا. وفي غضون ذلك تثير سياسة إيران الخارجية سجالاً في الداخل الإيراني بين المتشددين وبين من هم يميلون إلى الاعتدال. فالتطورات الأخيرة أثارت جدلاً لدى النخبة السياسية في طهران. فحكومة الرئيس روحاني المحسوبة على تيار «الإصلاحيين» لديها- حسب «مائير جادينفر» الخبير في الشؤون الإيرانية بـ(IDC هرتسليا) - شكوك في الروس وتفضل سياسة خارجية قائمة على التوازن مع الغرب، في المقابل لدى التيار المتشدد رؤية مفادها ضرورة تأييد الروس لأن أميركا ألد أعدائهم، وموسكو بمقدورها تحقيق التوازن مع الولايات المتحدة، ولدى أنصار هذا لتيار قناعة بأن تقديم العون لروسيا في الأزمة السورية خير وسيلة لإحباط جهود «روحاني» الرامية إلى إصلاح العلاقات مع الغرب. لكن بالنسبة لموسكو، فإن الاعتماد على قاعدة عسكرية داخل إيران بدلاً من قاعدة حربية في جنوب روسيا، أمر لا معنى له، فالاقتراب أكثر وأكثر من الأهداف سيزيد من تكلفة الغارات الجوية، حيث سيكون بمقدورها إسقاط المزيد من القنابل، وبالتالي وقوع المزيد من الضحايا، أما بالنسبة لإيران، فإن القوات الروسية عندما تتمكن من قتل الكثير من العناصر المعادية للأسد، فإن عدداً أقل من الإيرانيين سيلقى حتفه لتحقيق الهدف ذاته. كما أن روسيا الواقعة الآن تحت وطأة العقوبات الغربية، لا تريد خوض المزيد من المغامرات. «جابان تايمز» في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «تحسين العلاقات في شمال شرق آسيا»، نوّهت «جابان تايمز» اليابانية إلى أن وزراء خارجية كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية التقوا في طوكيو الأسبوع الماضي، لتوجيه مطلب مشترك يتمثل في حث كوريا الشمالية على وقف الأعمال التصعيدية، التي تواصلت خلال الآونة الأخيرة، وتضمنت تكرار إطلاق الصواريخ البالستية والانخراط في تجارب نووية. وترى الصحيفة أنه من الأفضل للدول الثلاث التعاون من أجل اتفاق لرصد التحديات الإقليمية المشتركة والتعامل معها، بدلاً من الانهماك في نزاعات بينية. ويبدو أن مسؤولي الدول الثلاث أدركوا أن النزاعات تنشب بينهم وتتصاعد بسبب غياب الروابط الدبلوماسية رفيعة المستوى، أو على مستوى القمة. ولاستدراك هذه النقطة، اتفق وزراء خارجية الدول الثلاث يوم الأربعاء الماضي على إرساء قمة ثلاثية على مستوى رؤساء كوريا الجنوبية والصين واليابان، على أن تلتئم القمة الأولى في طوكيو بنهاية العام الجاري. الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية اليابان والصين، كوريا الجنوبية، هو الأول من نوعه منذ خمس سنوات، وبدأت الاجتماعات منذ 2007، على أن يتناوب على استضافتها الدول الثلاث، لكن الاجتماعات توقفت في عامي 2013 و2014 بسبب المواجهات العنيفة بين طوكيو وبكين، بسبب النزاعات القائمة بين اليابان والصين حول جزر «سينكاكو» في بحر شرق الصين. «ذي كوريا هيرالد» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «علاقات ثلاثية»، كشفت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية أن وزراء الثقافة في كل من كوريا الجنوبية والصين اتفقوا على التعاون في تنسيق الأنشطة الثقافية الموازية لأولمبياد الألعاب الشتوية في «بايونجشانج» بكوريا الجنوبية عام 2018، الدول الثلاث تنوي تنظيم فعاليات غير رياضية بالتزامن مع الحدث الرياضي، في خطوة تعرف بـ«الأولمبياد الثقافية» سواء في «بايونجشانج» بعد عامين أو في أولمبياد الألعاب الصيفية في طوكيو عام 2022. وحسب وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية، فإن «الأولمبياد الثقافية» ستسلط الضوء على ثقافة شرق آسيا ومن خلالها سيتم تنظيم جولات ميدانية ومعارض بمشاركة رموز فنية مشهورة من اليابان والصين وكوريا الجنوبية. وثمة طموح بأن الفعاليات الثقافية الموازية للفعاليات الرياضية في شرق آسيا تتحول إلى أنشطة منظمة تكون نتائج ايحابية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي في الدول الثلاث. إعداد: طه حسيب