حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات مهمة ونوعية على مستوى المنطقة في مجال تمكين المرأة، ولا نبالغ إذا قلنا إن ما وصلت إليه المرأة مقارنةً بعمر الاتحاد غير مسبوق في تاريخ المجتمعات البشرية المعاصرة، فخلال بضعة عقود أصبحت المرأة شريكاً كاملاً للرجل في مختلف المجالات التعليمية والمهنية، وفي بناء الدولة ونهضتها، وأضحت عضواً مهماً وفاعلاً في عملية التنمية المستدامة، وتفوقت نسبة مشاركتها في سوق العمل ووصلت إلى مستويات قياسية على مستوى المنطقة بأكملها. وفي هذا السياق أكدت نورة السويدي مدير عام الاتحاد النسائي العام، أن المرأة أصبحت تشغل 66% من الوظائف الحكومية من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، و15% من الوظائف الفنية والأكاديمية التي تشمل مهناً مهمة جداً كالطب والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في وظائف مهمة في القوات المسلحة الإماراتية والشرطة والجمارك. وقد أثبتت المرأة الإماراتية كفاءة وقدرة عاليتين على القيام بمهام ربما كانت تقتصر في يوم من الأيام على الرجال فقط. وتولت المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة مواقع قيادة مهمة من أهمها: رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، في سابقة هي الأولى في العالم العربي، فلأول مرة في المنطقة بأكملها تتولى امرأة رئاسة البرلمان أو المؤسسة التشريعية، وهو الأمر الذي لقي الكثير من الثناء في الغرب والشرق، حتى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة، يشار إليها بالبنان، ونموذجاً يحتذى في هذا المجال، وكثيراً ما سمعنا قادة ومسؤولين أمميين يثنون على التجربة الإماراتية، ويطالبون دول المنطقة باتباع خطى الإمارات في مجال تمكين المرأة في المجالات كافة. وما كانت كل هذه الإنجازات لتتحقق لولا الدعم اللا محدود من قبل القيادة الحكيمة والرشيدة والمدركة لأهمية الإنسان رجلاً كان أم امرأة في مسيرة أي مجتمع يريد أن يتطور وينمو ويصبح في مصاف الدول المتقدمة، فقد كان ومنذ اللحظة الأولى لمؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، الفضل في دعم المرأة وتمكينها من أخذ دورها وتحقيق طموحاتها، وقد سارت من بعده على النهج نفسه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي يقف مسانداً وداعماً للمرأة في كل مجال أو نشاط دخلت إليه. ولا يمكننا أن نتحدث عما حققته المرأة من إنجازات عظيمة من دون أن نذكر الدعم المتواصل والرعاية الكاملة والمتابعة المستمرة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، للمرأة الإماراتية، فقد كان لجهود ومبادرات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة العمل النسائي، الدور الرئيسي في ما حظيت به المرأة الإماراتية من رعاية واهتمام، وفي ما حققته من تقدم وإنجازات. ولعل توجيهات سموها الأخيرة بأهمية مراجعة قانون إجازة الوضع والأمومة خير دليل على الاهتمام والمتابعة التي تقوم بها سموها لضمان توفير بيئة عمل داعمة للمرأة بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وتفعيل مؤشرات التوازن بين الجنسين في مختلف القطاعات. ولا شك في أن ما تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في مجال تمكين المرأة من دعم مادي ومعنوي متواصل، يجعل من سموها خير قدوة للمرأة الإماراتية، والعربية، حيث يحظى الدور الذي تقوم به سموها بالتقدير والإشادة المستمرة، لإسهاماتها المميزة والكبيرة في دعم النهوض بالمرأة وتمكينها ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة وحسب، وإنما على الصعيدين العربي والإقليمي أيضاً. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية