تضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة، بدور ريادي في الدفاع عن الإسلام، وتبذل جهوداً كبيرة في سبيل إيصال رسالته السمحة وتحقيق مقاصده. ويحظى الإسلام بمكانة مرموقة في المجتمع الإماراتي، وقد كان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حريصاً أشد الحرص على أن يستحضر الإسلام وتعاليمه في كل أحاديثه وخطاباته، ولا يفوت فرصة إلا ويتحدث فيها عن قيم هذا الدين العظيم، وقد سارت على هذا النهج من بعده القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، الذين يحرصون أيضاً على إظهار الصورة الحقيقية للإسلام داخل الدولة وخارجها، ويبذلون جهوداً مشهودة نصرة لهذا الدين. وهناك جهود رسمية وغير رسمية داخل الدولة، تهدف إلى تعريف الناس بحقيقة الإسلام وما يدعو إليه من حب وسلام وتسامح ووئام وتعاون وخير للبشرية جمعاء. ولاشك أن لهذه الجهود نتائج إيجابية داخل الدولة وخارجها، وعلى مستويات مختلفة، ومنها الإقبال المتزايد من قبل غير المسلمين على التعرف على الإسلام، وفي كثير من الأحيان دخول أعداد لا بأس بها منهم سنوياً فيه. وفي هذا السياق أعلن قسم إشهار الإسلام في دائرة القضاء في أبوظبي، أن عدد المسلمين الجدد الذين تم توثيقهم في الدائرة خلال النصف الأول للعام الجاري بلغ 965 شخصاً في الإمارة: 682 شخصاً بمدينة أبوظبي، و32 شخصاً في المنطقة الغربية، و251 شخصاً في المنطقة الشرقية. ويلاحظ أن هناك ارتفاعاً في عدد المقبلين على هذا الدين في إمارة أبوظبي، حيث وصل إجمالي العدد منذ عام 2013 إلى منتصف العام الحالي 6104 أشخاص. وهذا خير كبير، يسجل لهذه الدولة ولشعبها المتسامح. ولا شك أن هذا الإقبال المتزايد على الإسلام في دولة الإمارات بشكل عام، وفي إمارة أبوظبي بشكل خاص، له دلالات متعددة، تستحق التوقف عندها، ومنها: أولاً، أن هناك اهتماماً على أعلى المستويات بالدين الإسلامي، وحرصاً شديداً على نشر الصورة الحقيقية له، ثانياً، أن هناك معاملة حسنة لغير المسلمين في داخل المجتمع الإماراتي، حيث يلاحظ أن غالبية من يعتنق الإسلام يعتنقه بسبب المعاملة التي يتلقاها، ثالثاً، وربما كان هذا هو الأهم، أن نموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدين، نموذج مميز ويستحق الاهتمام والدراسة، ويمكن أن يستفاد منه في دول أخرى. فبينما، تحرص الدولة على ضمان تطبيق تعاليم الإسلام، وعدم المساس به تحت أي ظرف، فقد نجحت نجاحاً باهراً في تحقيق انسجام مجتمعي فريد برغم تعدد الجنسيات وأتباع الديانات في الدولة، وربما تكون دولة الإمارات من الدول القليلة في العالم التي يوجد فيها من كل الجنسيات الموجودة في العالم، وأيضاً من كل أتباع الديانات، وكما تضمن الدولة حرية تأدية العبادات والشعائر الإسلامية على أكمل وجه، فإنها تسمح لأتباع الديانات الأخرى بممارسة شعائرهم بحرية. لقد أثبتت الحقائق والوقائع والنتائج، جدوى التجربة الإماراتية في مجال حماية التعاليم الدينية وعدم السماح باستغلال الدين لأغراض سياسية وغير سياسية، وقد انعكس هذا بشكل إيجابي على قوة المجتمع وتماسكه وفي الوقت نفسه عزز من مكانة الإسلام في المجتمع الإماراتي. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية