بعد أن بات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وانتشرت بسرعة مخيفة بين مختلف الفئات العمرية، صار دورها يتنامى سلباً أو إيجاباً، وأصبح لزاماً على الجميع أن يتعامل مع هذا التحول الكبير في استخدام وسائل التواصل بحذر ومسؤولية اجتماعية، ووعي بخطورة تأثيره السلبي الذي يمكن أن يحدث أضراراً بالغة في المجتمع على المستويات كافة، وهذا ما أدركته الأجيال الجديدة في المجتمع الإماراتي بفضل الجهود الدؤوبة التي تبذلها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتوعية بمخاطر إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وفي إطار جهود الدولة المتواصلة لتوعية الشباب بمخاطر استخدام تلك الشبكات الافتراضيَّة، أطلق فريق جمعية الإمارات للحماية من مخاطر الإنترنت «E-SAFE» حملة توعية لحماية الناس من وسائل التواصل الاجتماعي، ونبَّهت الجمعية، خلال مؤتمر صحفي مؤخراً، إلى أن المتطفِّلين على وسائل التواصل الاجتماعي يحتاجون إلى 30 ثانية فقط للدخول إلى خدمات تبادل الرسائل النصية في الهواتف الذكية، مثل برنامج «واتس آب»، كما أشارت دراسة أجرتها الجمعية في المنطقة بشأن مستوى السلامة لدى مستخدمي برنامج «واتس آب» إلى أن 42% من المشتركين يستخدمون هذا البرنامج بشكل واسع، و50% يستخدمونه بشكل معتدل. وأطلق المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» حملة حماية الشباب من مخاطر الإنترنت التي تحمل الهاشتاج #SafeUpWhatsApp، وذلك لتوعية المراهقين بكيفيَّة المحافظة على الأمان والسلامة في وسائل التواصل الاجتماعي، كما قدَّم طالب إماراتي، أحد أعضاء حملة جمعية الإمارات للحماية من مخاطر الإنترنت، عرضاً حياً حول كيفية تعرُّض المستخدمين للخداع من قبل المتطفلين للدخول إلى برنامج إرسال الرسائل الفورية لديهم. وقد شهد المؤتمر عرض شريط مصوَّر للتوعية، من إنتاج جمعية الإمارات للحماية من مخاطر الإنترنت، حول الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين، كما تم استعراض جهود الجمعية للتوعية في هذا الصدد، وورش العمل التي تقدِّم الدعم إلى صناعة تكنولوجيا المعلومات في تطوير المنتجات الصديقة للطفل، وتم تأكيد مواصلة العمل مع المؤسسات الحكومية لمنع جرائم الإنترنت التي تُرتَكَب بحق الأطفال. والجدير بالذكر أن دراسة أجراها مختبر «كاسبرسكي» في قطاع تبادل الخدمات التجارية عام 2015 أظهرت أنه على الرغم من قلة عدد السكان نسبياً في الإمارات، فإنها تحتل المرتبة الثانية من بين الدول المعرَّضة للهجوم في الإنترنت بمنطقة الشرق الأوسط، ولذا فقد كان، ولا يزال، لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في المجتمعات العربية، لا سيما في السنوات الأخيرة، وكان لها الأثر الأكبر بين فئة الشباب، وهو ما يدعو إلى ضرورة الاجتهاد في توجيهها بما يخدم المجتمع الإماراتي، والسعي بقدر الإمكان إلى الحدِّ من تأثيراتها السلبية في المجتمع، وتوظيفها في النهوض به عبر تنشئة المواطن الصالح، وتعزيز الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى حماية الشباب من الفكر المنحرف، وحماية الهوية المحلية والثقافة الإماراتية والعادات والتقاليد الأصيلة، وتعزيز قيم الولاء والانتماء إلى الوطن، وهو ما تسعى إليه الدولة من خلال المبادرات والخطوات المختلفة. ولطالما وضعت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، مسؤولية تحصين الشباب وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرَّضون لها في صدارة أولوياتها واهتماماتها، انطلاقاً من قناعتها بأن الشباب هم طليعة المجتمع، وعموده الفقري، لذا يجب توفير المناخ الآمن السويِّ لتنشئتهم. ـــــ ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.