تبدأ الانتخابات العامة الأميركية رسمياً في نوفمبر المقبل، لكن ديناميكيات هذا السباق المتذبذب ستحدَّد في أغسطس الجاري. وفي رواية أخرى، في ظل حالة الاستقطاب التي تعاني منها جماهير الناخبين، فإن كثيراً من معايير المنافسة قد تحددت بالفعل، لذا لن تحدث تغيرات كثيرة في غضون الأسابيع الخمسة المقبلة. بيد أنه لا يمكن أن يكون كلا التوقعين حقيقياً، ورغم ذلك يقر النشطاء السياسيون في كلا الحزبين بأنهم غير متيقنين أيُّ التوقعين أكثر ترجيحاً في هذا العام الغريب. وبينما يفصلنا أقل من مئة يوم عن الانتخابات العامة، ثمة معطيات أقوى من المعتاد: خرج «الديموقراطيون» من مؤتمرهم العام الأسبوع الماضي في وضع أفضل مما حققه «الجمهوريون» خلال الأسبوع السابق. وقدم «الديموقراطيون» رسالة أكثر جاذبية، ويؤيد رموز الحزب البارزون المرشحة الرسمية هيلاري كلينتون. وعلى النقيض، يؤكد عدد كبير من المسؤولين «الجمهوريين» أنهم مرعوبون من احتمال أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة. ويبدو الناخبون أكثر تأييداً للديموقراطيين في 2016 مقارنة بما قبل أربع سنوات، فهناك مزيد من الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية والسود والشباب. وعلى سبيل المثال، لو أن نسبة المشاركة الانتخابية ظلت كما كانت في الانتخابات السابقة، فإن «الديموقراطيين» سيفوزون في ولاية فلوريدا بفارق نحو أربع نقاط بدلاً من نقطة واحدة. وسيفوز الحزب «الديموقراطي» في «كارولينا الشمالية» بدلاً من أن يخسر، لا سيما أن نسبة الناخبين الرجال من كبار ومتوسطي الأعمار البيض الذين لم يتلقوا تعليماً جامعياً، وهم قاعدة ترامب الانتخابية، تتقلص بين جماهير الناخبين. وعلى مدار الشهر المقبل، من المتوقع أن يعلن مزيد من «الجمهوريين» ومسؤولي الأمن الوطني السابقين وقادة قطاع الأعمال والمسؤولين تأييدهم لكلينتون. وثمة رغبة عارمة للتغيير من جماهير الناخبين، وهو ما يطرحه ترامب. وفي مؤتمرهم العام في فلادلفيا، أكد «الديموقراطيون» بقوة أن ذلك التغيير الذي يشجعه ترامب ينطوي على مخاطر جمّة، لكن كلينتون أخفقت في رفع راية التغيير بنفسها! وفي هذه الانتخابات، رغم أن كلينتون تبدو مرشحة مفضلة، لكن مئة يوم وقت طويل جداً. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»