بدأ اليوم الأول في مؤتمر الحزب «الديمقراطي» بولاية فلاديلفيا رائعاً من المنصة، ولكن في قاعة المؤتمر بدا الوضع أكثر تعقيداً. ودعونا نبدأ بالمنصة: فقد كان الفارق هائلاً مقارنة باليوم الأول في مؤتمر الحزب «الجمهوري»، إذ قدم «الديمقراطيون» خطابات من الطراز الأول لتحتل عناوين الصحف، وكان أول المتحدثين السيدة الأولى «ميشيل أوباما»، وعلى الرغم من أن خطابها كان قصيراً، لكن رسالتها كانت قوية. وحضر المؤتمر لفيف من السياسيين والأشخاص العاديين الذين تحدثوا بعد الظهر وفي المساء، إلى جانب بعض المشاهير، وقدر من الفكاهة والمجاملة من عضو مجلس الشيوخ «آل فرانكين»، والممثلة الكوميدية «سارة سيلفرمان». وسرعان ما بدّل «الديمقراطيون» اللافتات، فعندما كان يتحدث «بيرني ساندرز» تم التلويح بلافتات «بيرني»، وتم رفع لافتات أخرى تحمل صورة «ميشيل»، عندما أدلت السيدة الأولى بخطابها، وتم استخدام بعض مقاطع الفيديو للاستفادة من تصريحات «دونالد ترامب» ضده، وأظهرت مقاطع أخرى هيلاري كلينتون منهمكة في العمل. ولا شيء مميزاً في ذلك، فالحزبان يعرفان كيف يديران مثل هذه الأمور، لكن في كليفلاند، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لأنصار «ترامب»، وبعيداً عن المنصة، كان الوضع مقلقاً بالنسبة لـ«الديمقراطيين»، إذ بدأ مندوبو «بيرني ساندرز» جلسة المؤتمر بصيحات استهجان عالية كلما ذكر اسم هيلاري. وبمرور الوقت، بدا أن معظمهم قرر الهدوء والصمت عند ذكر اسمها، باستثناء مجموعة صغيرة منهم. ولم تكن تلك الصيحات مهمة في حد ذاتها، خصوصاً أن كثيراً من الناس لا يشاهدون المؤتمر، ولكن المهم هو ما إذا كانت وسائل الإعلام اختارت التركيز على المنشقين، بدلاً من إظهار الوحدة التي انعكست في الخطابات. وبالطبع، كان «الديمقراطيون» موحدين بقدر ما أمكنهم، وأنهى «ساندز» نفسه اليوم بالثناء على هيلاري، ودعوة أنصاره إلى دعمها، وظهر عدد من داعمي «ساندرز» السابقين على المنصة، وأصبحوا الآن ضمن فريق «هيلاري»، بيد أن أصوات المحتجين كانت عالية، والخلافات تنطوي على عناوين صحف أفضل من الاتفاقات! جوناثان بيرنشتاين: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»