هيلاري كلينتون رمز سياسي وطني منذ ربع قرن، لفترة أطول من أي مرشح للرئاسة الأميركية. ورغم ذلك تتسم مسيرتها بالتناقضات والتباينات. وتتصف مرشحة الحزب «الديمقراطي» بالذكاء والمهارة في قضايا السياسات الداخلية والخارجية، وتتمتع بقدرة على حل المشكلات ولديها إخلاص قوي. لكنها أيضاً تبدو متشككة وانعزالية، وفي كثير من الأحيان لا تميل إلى الشفافية وتسعى إلى اختصار النفقات. ولديها سجل حافل برأب الصدع الحزبي، وإن كان مؤتمر «الحزب الجمهوري» في كليفلاند الأسبوع الماضي أظهر أنها مكروهة من قبل الكثيرين في الحزب المعارض. ومن الحتمي وضعها في مقارنة مع بيل كلينتون وباراك أوباما. فهي تفتقر إلى الصفات السياسية الحثيثة لزوجها، ومواهبه الإقناعية كقائد لحملة انتخابية، لكنها أكثر مباشرة وانضباطاً. ويرى النائب «الجمهوري» عن ولاية نيويورك، الذي يعرف كلا الزوجين جيداً، «بيتر كينج»، أن هيلاري لديها فرق آخر وهو أنها «تنصت». وعلى النقيض من أوباما، تبدو هي أكثر اهتماماً بآليات الحكم والسياسة، لكنها تفتقر إلى قدرته على إلهام الآخرين ومتابعة الأجندات الجريئة. وبالطبع، ستركز الأسابيع الـ 15 المقبلة حتى يوم الانتخابات على فلسفتها وخبراتها وتقديراتها، وإذا حقق دونالد ترامب مراده، سينصب التركيز أيضاً على أمانتها. وعلى صعيد القضايا الداخلية والاقتصادية، تبدو هيلاري ليبرالية مثل أوباما، إذ تركز على مقترحات مثل الشراكة بين القطاعين العام والخاص. والأكثر أهمية، أن لديها رغبة في إبرام الصفقات، فعندما كانت عضواً في مجلس الشيوخ، كانت هي من صاغت العلاقات مع الزملاء الجمهوريين، ومن بينهم «جون ماكين» والمحافظ «ترينت لوت». وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تعتبر هيلاري من الصقور مقارنة بأوباما، لا سيما أنها أيدت الحرب في العراق، وقادت جهوداً دولية للتدخل في ليبيا، وترغب في سياسات أكثر حزماً في سوريا. وعلاوة على ذلك، تتردد هيلاري في الاعتراف بأخطائها، واستغرق الأمر سنوات كي تقر بأن تأييدها للحرب في العراق كانت خطأ. ولا تزال تدافع عن موقفها في ليبيا، على الرغم من أنها أصبحت مرتعاً للإرهابيين، وأعرب أوباما عن ندمه. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»