«المدارس» تمردت على أردوغان ودعوة لطرد روسيا من «ريو» «واشنطن بوست» في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان، «امنعوا روسيا من المشاركة في أولمبياد ريو»، أشارت «واشنطن بوست» إلى أنه في الأولمبياد الشتوية التي تم تنظيمها في مدينة «سوشي» الروسية مطلع عام 2014 لم يثبت اكتشاف تعاطي أي رياضي روسي مشارك في هذه الفعالية الرياضية الكبيرة للمنشطات، وفازوا آنذاك بـ33 ميدالية، وتفوقوا بذلك على الدول المشاركة في الأولمبياد كافة، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، حيث طبق الروس نظاماً يخفي استخدام رياضييهم للمنشطات. وحسب الصحيفة تلاعب الروس بهذه المنشطات في عدة فعاليات رياضية عالمية خلال الفترة من 2011 إلى 2015، وتلك خلاصة توصل إليها تقرير نشرته أول أمس (الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات)، التي يترأسها البروفسور الكندي «ريتشارد ماكلارين»، وهذا الغش الممنهج قد يدفع اللجنة الأولمبية الدولية إلى منع روسيا من المشاركة في أولمبياد «ريو» المقرر تنظيمها في البرازيل خلال شهر أغسطس المقبل. صحيح أن هذا المنع قد يكون قاسياً، لكن الوصف نفسه ينطبق على عمليات الغش التي قامت بها الحكومة الروسية خلال السنوات الماضية، بل وقامت بإخفائها عن الأنظار والحيلولة دون اكتشافها، ففي أولمبياد سوشي عام 2014، تم إتلاف بعض عينات من البول لمنع تحليلها وكشف ما بها من منشطات، ويبدو أن فلاديمير بوتين الذي روّج لأولمبياد سوشي على اعتبار أنها رمز لنهوض روسيا، كان في الحقيقة رئيس «آلة اختراق القانون»، فرغم أنه كان ضابطاً سابقاً في جهاز KGB فإنه لا يحترم القوانين والمعايير المطبقة على نطاق دولي. «نيويورك تايمز» تطابقت افتتاحية «نيويورك تايمز» ليوم أمس مع افتتاحية «واشنطن بوست» في اليوم نفسه، لدرجة أن عنوان الصحيفتين تطابق تماماً، حيث خلصت «نيويورك تايمر» إلى أن التقرير الشامل الصادر عن عمليات الغش التي ارتكبتها روسيا في الأولمبياد الشتوية الأخيرة في سوشي تقدم للجنة الأولمبية الدولية كافة الأدلة اللازمة لمنع مشاركة أي فريق روسي من المشاركة في أولمبياد «ريو دي جانيرو». وحسب الصحيفة، فإن الجهات الروسية الضالعة في هذا الغش الرياضي تتمثل في وزارة الرياضة الروسية، وأجهزة الأمن الروسية، والمؤسسات الروسية المعنية بتجهيز الفرق القومية. «كريستيان ساينس مونيتور» خصص «آلكسندر كريستي ميللر» تقريره المنشور في «كريستيان ساينس مونيتور» أول أمس، ليرصد جانباً من أجواء الاستياء التي تفاعلت في تركيا قبيل وقوع الانقلاب الفاشل الذي وقع مساء الجمعة الماضي، فتحت عنوان «قبل وقوع الانقلاب خاض طلاب مدرسة ثانوية صراعاً ضد أردوغان»، استنتج «ميللر» أنه قبل أسابيع من وقوع الانقلاب الفاشل تسببت حركة عفوية لطلاب إحدى المدارس الثانوية في إشعال فتيل احتجاج ضد سياسات أردوغان وأجندته الحزبية ذات الجذور الإسلامية، فهناك مزاعم تتحدث عن جهود يسعى من خلالها أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم إلى فرض أيديولوجية موالية للحكومة التركية داخل المدارس. ويقول كاتب التقرير، عندما همّ مدير إحدى المدارس الثانوية المرموقة في اسطنبول باعتلاء خشبة المسرح الشهر الماضي، لإلقاء كلمة في حفل لتخريج طلاب السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، فوجئ بتمرد غير متوقع، حيث أدار الطلاب ظهورهم له، آنذاك قال أحد الطلاب: إنها حركة عفوية، لا نعرف من بدأها، لكنها انتشرت مثل لعبة الدومينو. وحسب الكاتب، فإنه قبل وقوع الانقلاب، اتسم المناخ السياسي في تركيا بالسلطوية، ويبدو أن الموقف المنفرد الذي اتخذه طلاب المدرسة الثانوية في اسطنبول، أجج احتجاجاً بين طلاب المدارس الثانوية، وكشف إلى أي مدى وصل هذا المناخ السلبي إلى الفصول الدراسية. ومنذ 4 يونيو الماضي، الذي حدث فيه حفل تخريج طلاب المدرسة الثانوية، وما تضمنه الحفل من مظاهر احتجاج، وقعت ما يزيد على 400 مدرسة التماساً للرئيس أردوغان يحتجون فيه على مساعي حزب «العدالة والتنمية» لفرض أيديولوجية موالية للحكومة التركية داخل المدارس، سبب الاحتجاج يعود إلى استبدال المدرسين وتغيير مديري المدارس، وتعيين آخرين موالين للحكومة، ناهيك عن التوسع في تدشين المدارس الدينية المتخصصة، وزيادة ما تعتبره المدارس دوراً متزايداً لـ«شرطة» أخلاقية في المؤسسات التعليمية. وضمن هذا الإطار، صرّح مدير الاتحاد التركي للمدارس الثانوية بأن «الحكومة تستخدم التربية والتعليم كأداة سياسية..إنهم يحاولون تربية جيل مطيع، بينما الأجيال الجديدة ينبغي أن تفكر بحرية». «لوس أنجلوس تايمز» «الديمقراطية في تركيا نجت، لكن ستبقى إلى متى؟»، تساؤل عنونت به «لوس أنجلوس تايمز» افتتاحيتها أمس، مستنتجة أنها ترحب بفشل الانقلاب العسكري في تركيا البلد العضو في «الناتو» والحليف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة.. فشل الانقلاب يعد- حسب الصحيفة- انتصاراً للديمقراطية بمنطقة لا تتمتع سوى بقدر ضئيل منها. المشكلة تكمن في أن أردوغان المنتشي بهزيمة أعدائه، وفشل المتآمرين عليه، يبدو أنه سيستخدم التمرد الفاشل على حكمه كذريعة لقمع معارضيه الشرعيين، وهو سيناريو تراه الصحيفة خطيراً. وضمن هذا الإطار، لفتت الصحيفة الانتباه إلى عدد من تم إلقاء القبض عليهم، فهناك آلاف من العسكريين و3000 قاضٍ و9000 من موظفي وزارة الداخلية قد اعتقلوا على خلفية انقلاب الجمعة، خاصة وأن هناك بعض المسؤولين الأتراك يرون أن المقبوض عليهم كانوا مدرجين ضمن قوائم تم إعدادها قبل وقوع الانقلاب، وذلك ضمن عملية تحقيق واسعة لرصد نفوذ رجل الدين التركي «فتح الله جولن» الحليف السابق لأردوغان والذي صار خصمه، ويعيش الآن في منفاه بولاية بنسلفانيا الأميركية، والذي يطالب أردوغان إدارة أوباما بتسليمه لأنقرة، متهماً إياه بالوقوف وراء الانقلاب. طه حسيب