ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس السابق جورج بوش الابن كلمة في تأبين أفراد الشرطة الذين قتلوا في دالاس الأسبوع الماضي. وكلمات أوباما سواء كانت مثيرة للغضب عمداً أو قوية الحجة تحولت إلى أدوات لأغراض الآخرين. فقد خطف الحزبيون الكلمات وحملوها بما يريدون من معانٍ وذهبوا بها في الغالب على طريق الغضب. فقد انتقد الإعلامي «بيل أوريلي» في قناة «فوكس نيوز» على سبيل المثال أوباما بشدة «لإثارته شبح العبودية وقوانين جيم كرو» للفصل العنصري وإذكاء «صناعة المظالم»، أي أنه من المقبول أن نناقش مصير مقتل رجال سود عُزل من السلاح على يد الشرطة، لكن ليس من المقبول أن نتحدث عن السياق الاجتماعي والتاريخي الذي أدى إلى هذا. ولم يلتفت إلى كلمة بوش إلا عدد قليل من الناس فيما يبدو. ونجد أن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت انفجرت بالضحك والسخرية بسبب الطريقة التي كان يتمايل بها الرئيس السابق على أنغام أغنية «ترنيمة معركة الجمهورية» الوطنية بينما كان يمسك بيد ميشيل أوباما وهو واقف بجانبها. لكن كلمة بوش كانت أكثر إيجازاً، وهي نسخة بنفس فصاحة خطبة أوباما وجديرة بالاهتمام. فقد قال بوش في كلمته: «في أغلب الأحوال نحكم على الجماعات الأخرى بأسوأ النوايا، بينما نحكم على أنفسنا بأفضل نوايانا. وهذا يوتر روابط التفاهم والهدف المشترك. نمارس التقمص الوجداني، ونتخيل أنفسنا في حياة وظروف الآخرين. وهذا هو الجسر الذي يمر فوق أعمق انقسامات البلاد، إنه ليس مجرد مسألة تسامح، بل مسألة تعلم من صراعات وقصص مواطنينا والعثور على أفضل ما فينا خلال هذه العملية». واسترسل بوش قائلاً: «إننا نبذل قصارى جهدنا لنحترم الصورة المثالية التي نراها بعضنا في بعض. وندرك أننا إخوة وأخوات نتقاسم اللحظة القصيرة نفسها على الأرض، وندين بعضنا لبعض بالإخلاص لإنسانيتنا المشتركة». لقد عززت كلمة بوش في المصالحة والتسامح كلمة أوباما لكنها لم تتمخض عن نفس ردود الفعل. فرانسيس ويلكنسون* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»