ضمن رؤيتها لتوفير التعليم العصري للمواطنين، والاستثمار في بناء كوادر مواطنة متخصِّصة بالمجالات النوعية الوثيقة الصلة بعملية التنمية، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً بالغاً للبعثات العلمية، وتحرص كل عام على ابتعاث عدد من الطلاب إلى أرقى الجامعات العالمية لاستكمال مسيرتهم الدراسية. وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم مؤخراً الانتهاء من الإجراءات الخاصة ببرنامج الابتعاث لهذا العام، الذي يتم بمقتضاه ابتعاث 200 طالب وطالبة إلى كبريات المؤسسات العالمية المتخصصة بالعلوم والتكنولوجيا في كلٍّ من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وسويسرا، ضمن سلسلة البرامج العلمية والعملية والمهنية، التي تتبنَّى الوزارة تنفيذها لإكساب أبناء الإمارات القدرات والمهارات وأدوات العلوم الحديثة التي تساعدهم على استكمال مسيرتهم العلمية، بما يمكِّنهم من تولي مسؤوليات تخصصية وقيادية في المستقبل. وفي الوقت نفسه، أعلنت «جامعة نيويورك أبوظبي» أسماء 31 طالباً تم اختيارهم للمشاركة في الأكاديمية الصيفية الخاصة بالجامعة ضمن برنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد الخاصة بطلاب المدارس الثانوية للمتفوقين»، وهو برنامج أكاديمي تحضيري مكثف يمتد لمدة 18 شهراً، وهو مُعدٌّ خصيصاً لهم، ويوفر البرنامج -في عامه السادس- تجربةً تعليمية تفاعلية ومثيرة تهدف إلى إعداد الطلاب الإماراتيين لدخول أهم جامعات العالم كافة، التي تعتمد الإنجليزية لغة أساسية، بما فيها «جامعة نيويورك أبوظبي». وهناك اهتمام استثنائي من جانب الدولة والقيادة الرشيدة بالبعثات العلمية، بصفتها تُعَدُّ استثماراً في العنصر البشري المواطن، خاصة أنها تتيح لطلابنا مستوىً متقدماً من التعليم العصري، الذي يواكب متطلبات سوق العمل من ناحية، فضلاً عن أنها، من ناحية ثانية، تركز على التخصصات الدقيقة المرتبطة باقتصاد المعرفة كالطاقة النووية، وصناعة الطيران، وعلوم الفضاء، وهي المجالات التي تناسب مرحلة ما بعد النفط، التي تسعى فيها الدولة إلى بناء اقتصاد وطني يتسم بالاستدامة والتنوُّع، تقوده كفاءات مواطنة، تملك القدرة على الإبداع والابتكار. ولهذا تتعدَّد المبادرات والمنح العلمية التي تقدَّم إلى المواطنين، ولعل أبرزها منحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة –حفظه الله- للطلبة المميَّزين علمياً، فهذه المنحة التي أنشئت عام 1999 تقوم على اختيار نخبة من الطلبة الإماراتيين المميزين علمياً، وإيفادهم إلى أرقى الجامعات في العالم لإكمال دراستهم في المجالات والتخصصات المختلفة. وبرنامج منحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله- للتعليم العالي الذي أُطلِق عام 2011، بهدف توفير تعليم عالمي عصري لخريجي «جامعة زايد» من فرعيها في أبوظبي ودبي، الذين يرغبون في استكمال تعليمهم العالي، سواء في جامعات الدولة أو خارجها، في أرقى الجامعات العالمية المصنَّفة ضمن أفضل 200 جامعة عالمية. وقد أصبحت البعثات العلمية تشكل دعماً نوعياً لخطط التنمية، ليس لكونها توفر قاعدة من الكوادر المواطنة في مجالات دقيقة ومهمة فقط، وإنما لأنها تتيح لطلابنا الاطِّلاع على أحدث ما وصلت إليه علوم العصر والتكنولوجيا أيضاً، والتي لا تنفصل بدورها عن مشروعات وخطط التنمية البعيدة المدى بالدولة في مرحلة ما بعد النفط القائمة على اقتصاد المعرفة، وهذا يفسِّر الاهتمام الاستثنائي بهذه البعثات العلمية، وتوفير مختلف أوجه الدعم والرعاية للطلاب، لتعظيم الاستفادة منها في بناء جيل من الكوادر والقيادات المواطنة يملك المؤهلات والخبرات والمعارف الحديثة التي تحتاج إليها الدولة في مرحلة ما بعد النفط. ـ ـ ـــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.