هناك مسرحان اثنان في الحرب ضد «داعش»، وهما لا تحددهما حدود دولية. الأول هو ما يمكن أن نصطلح عليه «داعش-ستان» في غرب العراق وشرق سوريا، ففي هذه المنطقة، يحرز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تقدماً، حيث تمكن من استرجاع أجزاء مهمة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، ولكن المكاسب هناك تحققها بشكل رئيسي القواتُ الكردية والشيعية، كما أن ثمة حدوداً بخصوص أي مدى تستطيع هذه المجموعات أن تتقدم في عمق المناطق السنية وتُقبَل من قبل السكان المحليين، وبالتالي فإن استعادة الأراضي من «داعش» لا يكفي – وللحفاظ على هذه المكاسب، يجب أن نركز على قوات الأمن وآليات الحكامة التي ستحل محلها. أما المسرح الثاني، فيقع بعيداً إلى الغرب، حيث سوريا غارقة حرب أهلية بشعة، غير أن الولايات المتحدة تعتقد أن هذه المشكلة ليست ذات أهمية كبيرة، وحتى الآن تجنَّبت التدخل فيها، فيما عدا من أجل اتباع مفاوضات دبلوماسية، وهذا خطأ، لأن التحدي المتمثل في مواجهة «داعش» في العراق وسوريا مرتبط ارتباطاً عضوياً بالحروب الأهلية الأوسع التي تسببت في فراغ في الأمن والحكامة، وسمحت للتنظيمات بالتكاثر والازدهار، فهذه الفراغات هي المرض، و«داعش» هو الأخطر من بين أعراض عديدة لذاك المرض. وتأسيساً على ما تقدم، نقترح فيما يلي استراتيجية تعتمد مقاربة منسجمة وطويلة المدى على العراق وسوريا بناء على أربعة جهود متداخلة. أولاً، على الولايات المتحدة أن تزيد من دعمها لتلك المجموعات المسلحة المحلية التي تُعتبر مقبولة بالنسبة للمصالح الأميركية، ثانياً، علينا أن نرفع إجمالي دعمنا العسكري، على أن يشمل ذلك توسيع الضربات والغارات للقضاء على زعماء «داعش» والحصول على معلومات استخباراتية تحول دون وقوع هجمات إرهابية خارج أراضي «داعش». ثالثاً، يجب أن نبذل جهوداً أكبر من أجل إقناع لاعبين خارجيين مهمين بالمشاركة في الجهود الدولية لمحاربة «داعش». ميشيل فلورنوي: مديرة ومؤسسة «مركز الأمن الأميركي الجديد» في واشنطن آيان جولدنبرج: مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في المركز ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»