عندما استحوذ عملاقُ الإنترنت الصيني «تانسنت» على مصمِّم ألعاب الفيديو الفنلندي «سوبرسِل» الشهر الماضي مقابل مبلغ 8.6 مليار دولار، أصبح الناشرَ والموزعَ العالمي المهيمن على سوق ألعاب الفيديو التي يبلغ رقم معاملاتها 100 مليار دولار، وقد كانت صفقة مالية كبيرة وناجحة، إذ لم يسبق لأي شركة ترفيه صينية في أي مجال – التلفزيون، الأفلام، الكتب – أن اقتربت من مثل هذا الوضع المهيمن، بيد أن النتيجة الأهم والأكبر لعملية الاستحواذ هذه قد لا تكون لها علاقة كبيرة بالاقتصاد، وقد تكون ثقافية، بدلاً من ذلك. فخلال السنوات الأخيرة أنفقت الحكومة الصينية المليارات من أجل دعم المشاريع والشركات الفنية، حيث تطمح إلى امتلاك «قوة ناعمة» خارج حدودها، ويمكن القول إنها نجحت في ذلك المسعى بشكل لافت، ولكن قطاع ألعاب الفيديو الصيني – الذي يُعتبر الأكبر في العالم منذ العام الماضي – بات على وشك أن يصبح أحد أثمن صادراتها الثقافية، وقد ينجح حيث فشل الكثير من شركات الترفيه الصينية في الماضي. وعلى الرغم من أن ألعاب الكمبيوتر الأكثر شعبية في الصين كانت بشكل عام عبارة عن واردات قام ناشرون مثل «تانسنت» بتعديلها وتكييفها على نحو يلبي رغبات وأذواق الجماهير المحلية، فإن الألعاب المبنية على الثيمات والملاحم الصينية التقليدية، مثل «رحلة إلى الغرب»، ما زالت تحظى بشعبية واسعة وتواصل التطور بطرق مثيرة للاهتمام، وعلاوة على ذلك، وخلافاً للمنتجين التلفزيونيين والسينمائيين، فإن استديوهات ألعاب الفيديو الصينية تحرص عموماً على تجنب معارك حول موضوع الرقابة (إذ ليس ثمة الكثير، مما يستوجب الرقابة في معركة بين البشر والغيلان). ومع الاستحواذ على «سوبرسِل»، الذي يُعتبر المطوِّر الأكثر شعبية لألعاب الفيديو على الأجهزة المتحركة في العالم، ستُسيطر «تانسنت» على نحو 13 في المئة من قطاع ألعاب الفيديو في العالم. ويهدف مخطط «تانسنت» – التي لديها نحو 100 لاعب يومي – إلى وضع عناوينها أمام هواة ألعاب الفيديو الـ300 مليون الذين يستعملون منتجات «تانسنت». وبالمقابل، يُفترض أن تتيح منصات «تانسنت» المتزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً جديدة للعب التفاعلي في ألعاب «سوبرسِل». آدم مينتر: صحفي أميركي متخصص في الشؤون الآسيوية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»