قبل سنوات، كان الناشط المحافظ «جروفر نوركويست» هو ضيف الشرف في فصل أقوم بالتدريس فيه في جامعة بنسلفانيا. وذكر للفصل الذي يغلب عليه الطلاب الليبراليون من رابطة اللبلاب (رابطة رياضية تجمع ثماني جامعات هي الأقدم والأشهر في الولايات المتحدة) أن «كبار السن هم القاعدة للحزب«الديمقراطي». هل تعرفون ماذا يفعلون كل يوم؟ إنهم يموتون». والمفارقة، أن حجة «نوركويست» لم تعد صالحة. فالمواطنون الأميركيون من كبار السن أصبحوا من «الجمهوريين»، في حين أن الناخبين الشباب، في حقبة باراك أوباما، تجمعوا لدى «الديمقراطيين» هذا التحول يثير بعض الأسئلة المهمة بالنسبة للسباق الرئاسي لعام 2016: هل يمكن لهيلاري كلينتون أن تقترب من مستوى الحماس الذي حققه أوباما مع الناخبين الشباب؟ وهل يستطيع دونالد ترامب إقناع الناخبين من كبار السن بأنه لا يشكل مخاطرة كبيرة؟ إن الأرقام توضح الأمر. في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، انقسم الأميركيون الذين تتراوح أعمارهم بين 29 و65 بالتساوي تقريباً، ومن هؤلاء الناخبين – نساء الطبقة المتوسطة في شمال أميركا أو العمال البيض في منتصف العمر -- الذين يستحوذون على معظم اهتمام وسائل الإعلام. لكن أوباما فاز من خلال إقبال الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 – 29 أكثر من رومني الذي كان قادرا على حشد الناخبين ممن تزيد أعمارهم على 65. وفي المقابل، حقق الجمهوريون انتصارات كبيرة في الانتخابات العامة لعام 2014، عندما ارتفعت نسبة الناخبين من كبار السن، الذين واصلوا التأييد بشكل قوي، بنحو الثلث، بينما انخفضت نسبة الناخبين الأصغر سنا الذين يميلون إلى «الديمقراطيين» بنسبة 20%. وربما يكون هذا قد أحدث فارقاً في بعض السباقات مثل السباق في ولاية كارولينا الشمالية، حيث هُزم صاحب المنصب «الديمقراطي». وهناك اثنان من القائمين على استطلاعات الرأي في الحملة الحالية – «كيليان كونواي»، الذي يعمل مع «ترامب»، و«جيوف جارين»، الذي يقوم بالمسح للجان العمل السياسي الخاصة بكلينتون -- يجدان فرصاً ومشاكل متأصلة لكلا المرشحين. ألبرت هانت محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»