إن العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا أكبر من أن تفشل، ولكن يبدو أنها في طريقها إلى الفشل. وقد جاءت إدارة أوباما إلى السلطة بفكرة كبيرة عن هذه العلاقة: وهي أنه ينبغي على هاتين القوتين العالميتين العظميين العمل سوياً في المجالات ذات الاهتمام المشترك، حتى وإن كانتا لا تزالان تعملان ضد بعضهما بعضاً حين تتباين المصالح. وكان هذا المفهوم سليماً، ولكن مع تدهور العلاقات واتخاذ روسيا لموقف أكثر شدة، فشلت الولايات المتحدة في التكيف. وما حدث الأسبوع الماضي فيما يتعلق باقتراح الإدارة الأميركية زيادة التعاون العسكري مع روسيا في سوريا، في مقابل موافقة موسكو على الالتزام بوقف إطلاق النار الذي وافقت عليه بالفعل، كان مثالًا صارخاً على كيفية سوء تطبيق نظرية الإدارة فيما يتعلق بكيفية احتواء روسيا والعمل معها على أرض الواقع. ويعتقد البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن الطريقة الوحيدة لإحراز تقدم في سوريا هي العمل مع موسكو. وهذا له بعض المعنى، ولكن فقط إذا كانت روسيا تلتزم فعلياً باتفاقها في سوريا، وتحرز تقدماً نحو حل أزمة أوكرانيا. ولكنّ أياً من هذه الأمور لم يحدث. فقد ذكر «أرسيني ياتسينيوك»، رئيس وزراء أوكرانيا الذي استقال مؤخراً من منصبه، في لقاء معي الأسبوع الماضي، أنه في حين أن روسيا نجحت في صرف أنظار العالم عن أزمة أوكرانيا، إلا أن الجيش الروسي يواصل حملة عسكرية متوسطة القوة في انتهاك لاتفاقية مينسك. إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل إلغاء العلاقة الأميركية- الروسية. وهناك حقيقة هي أن مشاكل العالم الأكثر إلحاحاً، ومن بينها تحديات التطرف والإرهاب، لا يمكن حلها دون بعض التدخل الروسي. ولكن واشنطن لا يمكنها تجاهل سلوك روسيا المروع على نحو متزايد. فمناورات روسيا العسكرية الخطرة بالقرب من السفن الأميركية أصبحت الآن تحدث بشكل منتظم. والتحرش والترويع الروسي للدبلوماسيين الأميركيين في جميع أنحاء أوروبا في أعلى مستوياته! إن سياسة عزل روسيا لها حدود. وقد كانت عازمة على ألا تستسلم للعقوبات، وإذا كان التصويت الأخير في مجلس الشيوخ الفرنسي يدل على أي شيء، فإنه يدل على أن نظام العقوبات لن يستمر إلى الأبد. وعلى الولايات المتحدة تأسيس علاقة جديدة مع روسيا تكون صادقة فكرياً فيما يتعلق بتصرفات ونوايا موسكو مع الحفاظ على أي تعاون ممكن. وربما كان هذا يعني إيجاد حل نهائي للعقوبات قبل أن تنهار تحت وطأة ثقلها. بيد أنه قد يعني أيضاً الرد على أية استفزازات روسية. جوش روجين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»