حدود المواجهة الروسية- الأطلسية.. واستياء صيني من «قمة السبعة» «ذي موسكو تايمز» في مقاله المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «لنأخذ الحرب على مجمل الجد: المواجهة الحاسمة بين روسيا والناتو ليست خيالاً»، أشار «جيمس شير» زميل المعهد الملكي للشؤون الدولية المعروف بـ «شاتم هاوس» إلى كتاب جديد أعده «ريتشارد شيرف» نائب القائد الأعلى السابق لقوات «الناتو». الكتاب يحمل عنوان «2017: حرب مع روسيا»، وإذا كان الإصدار يتحدث عن شيء أشبه بالخيال، فإن الصراع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا مطلع العام المقبل ليس أمراً خيالياً. وحسب الكاتب، عندما شنت روسيا هجوماً ضد أوكرانيا عام 2014، فإنها أيضاً شنت هجوماً على نظام الأمن الأوروبي القائم على معاهدة هيلسنكي. وبدلاً من هذا النظام، يدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إحياء «نظام يالطا» القائم على احترام مناطق النفوذ، وأثار بوتين مسألة حدود روسيا التاريخية، وبدأ يروج للحق في الدفاع عن ذوي الأصول الروسية في الخارج. وإذا كانت المعاهدات والاتفاقيات لا تحظى بقدسية لدى الكريملن، فلماذا تظل حدود حلف شمال الأطلسي مقدسة؟ تساؤل منطقي يطرحه حلفاء «الناتو» سواء في جمهوريات البلطيق أو في تركيا. مصدر القلق لدى هؤلاء الحلفاء يتمثل في ما يرونه من تطورات عسكرية تكتسي أهمية تضاهي ما يدور من تطورات سياسية. الأمر بدأ من الحرب الروسية ضد جورجبا عام 2008 ومذاك بدأت موسكو تستثمر في قدرتها على شن حروب محلية وإقليمية داخل جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وهذا يتضمن حروبا تقليدية وغير تقليدية وحرب معلومات وحروب الفضاء الإلكتروني، وحسب المنطق الروسي تأتي أهمية هذه الحروب في مواجهة تطويق الغرب لروسيا. والدول الواقعة على أطراف روسيا ستربح بالانخراط الغربي في هذه المنطقة، كون هذا الدول تتعامل مع التهديدات الخارجية وفق المنظور الروسي. وينظر الكريملن لتوسع «الناتو» شرقا، وتوسع رقعة الاتحاد الأوروبي والثورات الملونة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ومساعي تغيير الأنظمة، على أنها خطوات تصعيدية بلغت ذروتها ضد روسيا، ووفق هذا المنظور سيكون من العبث التساؤل عن حقيقة السياسة الروسية، هل هي دفاعية أم هجومية. دول البلطيق مهددة سياسياً وتهدف السياسة الروسية إلى إقناع هذه الدول بأنها سواء ظلت داخل «الناتو» أو خارجه أو ضمن الاتحاد الأوروبي أو بعيداً عنه فإنها تظل في منطقة رمادية، فالمجموعات الروسية التي لديها القدرة خلال 60 ساعة فقط على احتلال «ريجا» عاصمة جمهورية لاتفيا، أو تالين عاصمة «أستونيا» أداة للضغط يمكن تطبيقها على أرض الواقع وإلى أن يتخذ حلف شمال الأطلسي خطوات لتحقيق التوازن العسكري، ستواصل موسكو استخدام الخوف سلاحاً للحد من النفوذ السياسي للغرب. والتحدي الذي يتعين على «الناتو» مواجهته يتمثل في إقناع روسيا بأن وقوع أي حرب معناه اندلاع حرب شاملة وفي هذه الحالة ليس ضرورياً منع موسكو من الانتصار في البلطيق بل منعها من تحقيق انتصار سريع في هذه الجمهوريات السوفييتية السابقة. «تشينا ديلي» في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «قمة مجموعة السبع الصناعية مثيرة للخلافات وتسعى لتحقيق مصالح خاصة»، استبقت «تشينا ديلي» الصينية قمة مجموعة دول السبع الصناعية التي انعقدت الأسبوع الماضي في مدينتي «إيسي» و«شيما» اليابانيتين، لتصل إلى قناعة مفادها أنه على بكين ألا تفاجأ ببيان يصدر عن هذه القمة ويتطرف إلى الأمن البحري، مثلما حدث في البيان الوزاري للمجموعة الشهر الماضي، وهو ما تراه الصين تلميحاً للتوتر الراهن في بحر جنوب الصين والخلافات الحدودية. وتقول الصحيفة إن أعضاء المجموعة ربما يريدون إظهار نوع من التضامن والتناغم خاصة وأن القمة انعقدت في اليابان ويريد رئيس الوزراء الياباني ممارسة نوع من الزعامة أثناء القمة. الصين لم تنهك (إعلان التواصل بين الأطراف في بحر جنوب الصين). وفي الوقت نفسه لم تنتهك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ولم تغير الوضع القائم أصلًا في منطقة بحر جنوب الصين. واستنتجت الصحيفة أن طوكيو تواصل استثارة بكين اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لكن لا ينبغي على العملاق الآسيوي الانجرار إلى سياسات ضيقة الأفق تنتهجها جارتها. «يوميري شيمبيون» في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان «زيارة أوباما إلى هيروشيما خطوة جديدة في رحلة طويلة»، رأت «يوميري شيمبيون» اليابانية أن هذه الزيارة سينظر إليها الناس على أنها مرحلة مهمة على طريق التطبيق الفعلي لفكرة شامخة ترمى إلى جعل العالم «خالياً من السلاح النووي». أوباما ورئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي»، زارا يوم الجمعة الماضي «نصب السلام التذكاري» في هيروشيما، الذي لا يزال يحتوي على شواهد ترصد جانباً من تداعيات ضرب جزيرتي هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية نهاية الحرب العالمية الثانية. لاشك أن هناك دلالة مهمة وراء وقوف رئيس أول دولة في العالم تستخدم القنبلة الذرية إلى جوار رئيس حكومة أول بلد يعاني من تداعيات استخدام السلاح الذري. أوباما لم يطلق أحكاماً تجاه استخدام بلاده للقنبلة الذرية ضد اليابان، ولم يقدم اعتذاراً لليابانيين، وعلى الرغم من ذلك افصح عن الطبيعة غير الإنسانية للأسلحة النووية وما يترتب عليها من فظاعات. أوباما قال: إن بلاداً مثل الولايات المتحدة تحتفظ بمخزون من السلاح النووي، لكن علينا أن نتحلى بشجاعة تجعلنا نتحرر من الخوف، ونسعى في اتجاه عالم خال من السلاح النووي. الصحيفة اعتبرت هذا التصريح بمثابة تعزيز لجهود الرئيس الأميركي سواء الرامية إلى الحد من الانتشار النووي أو المتعلقة بتخفيض مخزون السلاح النووي. اللافت أن «سيناو تسوبو» رئيس(فيدرالية A وH للناجين من القنبلة الذرية) أمسك بيد الرئيس الأميركي ودعاه لزيارة هيروشيما بعدما يغادر البيت الأبيض مطلع العام المقبل. صحيح أن اليابان لم تسأل الولايات المتحدة، أو تطالبها بتقديم اعتذار، لكن هذا لا يعني أن طوكيو تغاضت عن الفعل اللاإنساني المتمثل في تعرضها للقصف بالقنبلة الذرية. في المقابل لا يزال غالبية الأميركيين تبرر استخدام القنبلة الذرية معتقدين أنها عجلت بإنهاء الحرب العالمية الثانية، وقللت من عدد الضحايا في صفوف القوات الأميركية آنذاك. لكن بعد مرور 71 عاماً تراجعت جذوة هذه الرؤية خاصة لدى أجيال أميركية جديدة وشابة، والمأمول أن يتم بذل جهود كي يتغير الرأي العام الأميركي تجاه السلاح الذري. وحسب الصحيفة، فإن محادثات نزع السلاح النووي التي تم إجراؤها بين القوى الدولية الكبرى، خلال السنوات الماضية، لاتزال تراوح مكانها، وضمن هذا الإطار، فإن الولايات المتحدة وروسيا اللذين يمتلكان 90 في المئة من المخزون العالمي من السلاح النووي. كانتا قد وقعتا عام 2010 على اتفاقية لتقليص عدد ما بحوزتهما من ترسانة نووية، بحيث يصبح لدى كل واحدة منهما 1550 سلاحاً نووياً، لكن العداء المتصاعد بين البلدين على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت ضمن أراضي أوكوانيا، ألقى بظلاله على العلاقات المتوترة أصلاً بينهما، وقلص من فرصة تحقيق تخفيض مهم في الترسانة النووية لأكبر قوتين في العالم. إعداد:طه حسيب