في كل أسبوع أحدث نفسي بأن حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لا يمكن أن تصبح أكثر كآبة مما هي عليه، ولكن في كل أسبوع يثبت أنني على خطأ! وخلال الأسبوع الماضي وحده، فند المفتش العام في وزارة الخارجية الأميركية كافة تصريحات وأكاذيب هيلاري كلينتون بشأن بريدها الإلكتروني. وواصل دونالد ترامب هجومه على زملائه «الجمهوريين» وتعهد بأنه وحده سيحل أزمة الجفاف في كاليفورنيا، ولكن كيف؟.. لا تسأل! وعلاوة على ذلك، دخلت حملة «ترامب» حالة من الفوضى، إذ أقال المدير السياسي في حملته، وقبِل عقد مناظرة مع المرشح «الديمقراطي» السيناتور «بيرني ساندرز» ثم تراجع، ووصف القاضي الفيدرالي الذي ينظر القضية المرفوعة ضده بالاحتيال بأنه «حقود». وأما السيناتور «ماركو روبيو»، فكشف الأسبوع الماضي أيضاً عن حماسته لمساعدة ترامب «حال انتخابه رئيساً»، وقال: «إنه سيشرفه أن يتحدث نيابة عن ترامب في المؤتمر الانتخابي». ويوم الجمعة، خاض جدالاً مطولاً لساعات مع منتقدين على «توتير» وقلل من شأنهم. وأشار إلى إمكانية ترشحه لفترة ثانية في مجلس «الشيوخ» ثم تراجع، ويبدو أن «روبيو»، الذي كان نجماً واعداً في الحزب «الجمهوري» فقد صوابه في أعقاب هزيمته على يد «ترامب». ومن الواضح أن «ميت رومني» أو شخص آخر من خارج المنافسة (باستثناء «جيري جونسون» وربما «ساندرز»)، هو من سيترشح في مواجهة المرشحين البشعين للحزبين الرئيسين. وتذكرنا هيلاري بمدى تحديها الأخلاقي ومدى نقص الموظفين الأمناء الراغبين في منع أسوأ صفاتها. ويأتي هذا التذكير في أسبوع يكشف فيه ترامب مدى جنوحه الخطير وعدم ملائمته وجاهزيته. ومن المفترض أن يجد الناخبون شخصاً من هؤلاء أقل إثارة للقلق من الآخر. وتقول القوى الداعية إلى عدم انتخاب ترامب أنه يكشف يوماً تلو الآخر أنه أسوأ الخيارين، ويمثل تهديداً على الدولة، بيد أن هيلاري تجعل حجتها أصعب. ويجعل ذلك الناخب الأميركي ييأس من مؤسسة الحكم، أو على الأقل يرغب في التواري عن الأنظار حتى ينتهي كابوس الانتخابات، ولكن ليس لدى الأميركيين المسؤولين ترف فعل ذلك! يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»