إن الطاقات الشبابية الواعدة، هي مستقبل أي وطن، وبقدر ما يتم تأهيل الشباب وتمكينهم من امتلاك المهارات المعرفية والقيادية، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف وطنهم إلى واقع يتم العيش فيه، وهذا ما تدركه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعمل دائماً على تعزيز دور الشباب في تطوير وطنهم، من خلال تبنيها مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات، وحرصها على توفير كل الظروف التي تتيح لهم الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع، وعبر توفير منظومة تعليمية وتدريبية وصحية متطورة، قادرة على تأهيل الكوادر المواطنة وتنمية مهاراتهم القيادية والمعرفية، فضلاً عن صون لياقتهم البدنية والصحية والذهنية. وفي سياق دعم الكفاءات الشابة، جاء تكريم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً، العلماء الإماراتيين من الشباب المتميزين، خلال الحفل الذي أقامته مؤسسة الإمارات لمسابقة «بالعلوم نفكر» 2016، في مقر كليات التقنية العليا في دبي. وقد أكد سموه أن «مسؤوليتنا هي إعداد أجيالنا لزمان غير زماننا، وطموحاتنا بأن يكون لدينا علماء يسهمون في تقدم البشرية». وأضاف سموّه إن «العلوم والتكنولوجيا والابتكار هي بالنسبة إلينا خريطة الطريق، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، أنتم قادة المستقبل الذين سيقودون الإمارات إلى التقدم، لكي تصبح واحدة من أكثر الدول ابتكاراً في العالم». وفي الإطار ذاته، أطلق «مجلس الإمارات للشباب»، مؤخراً، بالتعاون مع «مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة»، وست مؤسسات أخرى، أول وقف مبتكر لمشروعات الشباب في العالم، الأمر الذي جعل من الإمارات، الدولة الأولى عالمياً، التي تدعم مشروعات الشباب بخدمات متنوعة مبنية على مفهوم الوقف المبتكر. ويأتي ذلك تفاعلاً من «مجلس الإمارات للشباب» والمؤسسات المشاركة مع «الرؤية العالمية للوقف»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات. وتتنوع الخدمات المقدمة بمفهوم الوقف المبتكر، لتشمل خدمات لوجستية واستشارية وتدريبية وتقنية وإعلامية وقانونية، بما يعمل على دعم المشروعات من النواحي كافة، من أجل تعزيز فرص نجاحها. وتقدم الخدمات الوقفية لمشروعات الشباب وفق شروط معينة، تتضمن أن يكون المشروع من المشروعات الناشئة، أي أن يكون عمره أقل من عامين، وأن يكون صاحب المشروع من الشباب المواطنين، كما تكون الأولوية للمشروعات ذات الدخل المحدود. ومن أجل الحصول على هذه الخدمات يمكن لأصحاب المشروعات التواصل مباشرة مع المؤسسات المشاركة في مشروع الوقف المبتكر. هذه المبادرات تؤكد أكثر من أمر، أولها أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيادتها الرشيدة، لا تدخران جهداً في العمل على تأهيل الشباب المواطن وتمكينه، إيماناً منهما بأن هؤلاء الشباب هم ركيزة التنمية والتطور، وهم عماد مرحلة التمكين التي تشهدها الدولة على الصعد كافة، باعتبارهم قادة المستقبل الذين سيتولون استكمال التنمية الشاملة والمستدامة في وطنهم. وثاني الأمور في هذا السياق، أن الإمارات تعي أهمية مواكبة المستجدات والأخذ بمستحدثات العصر وتطوراته، فتدعم الابتكار والإبداع، وتطلق طاقاته لدى جميع فئات المجتمع، وجعل الابتكار والإبداع ثقافة جامعة، حتى يمكنها أن تتبوأ المكانة التي تستحقها على خريطة الدول الأكثر تطوراً وإبداعاً. ـ ـ ـ ـ *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.