برغم عدم استقرار أسواق النفط فقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، وبشهادة المنظَّمات العالمية، أن تواصل إنجازاتها الاقتصادية، من خلال نهج التنويع الاقتصادي الطموح والمتوازن، الذي هدف إلى بناء اقتصاد وطني متطور قادر على النمو المستدام، وأظهر اقتصادها مرونة عالية، وقدرة على تجاوز تبعات تراجع أسعار النفط العالمية، وذلك بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة للدولة، إذ يمضي الاقتصاد الإماراتي بخطوات ثابتة نحو مزيد من التنويع الاقتصادي، والتقليص التدريجيِّ للاعتماد على إيرادات قطاع النفط، وهو الهدف الذي تتبناه «رؤية الإمارات 2021»، التي توجه الثروة النفطية للبلاد لإحداث تنمية شاملة ومستدامة. وفي هذا الصدد، صدرت شهادة جديدة على قوة الاقتصاد الإماراتي وتنوعه، مؤخراً، فوفقاً لمؤشر التنويع الاقتصادي الصادر عن مؤسسة «إرنست آند يونغ»، احتلت الإمارات المرتبة الأولى في التنويع على دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وتفوقت على كل من أستراليا وروسيا. وهذا المؤشر يركز على ثلاثة جوانب اقتصادية، هي: التصدير، وحصة القطاع غير النفطي في الناتج الإجمالي، وحجم إنفاق القطاع العام. وتعتمد دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال خططها الاستراتيجية، عدداً من السياسات الاقتصادية بهدف التحول التدريجي لعصر ما بعد النفط، منها، أولاً: تعزيز مساهمة القطاع الخاص في عملية التنويع الاقتصادي، من خلال توفير البنية التحتية والبيئة التشغيلية والتنظيمية الداعمة لعمل القطاع، إضافة إلى تأسيس مجمعات صناعية وتكنولوجية ومناطق اقتصادية متخصصة. ثانياً: الاتجاه إلى رسم سياسات ووضع استراتيجيات وإطلاق المبادرات اللازمة لتوجيه اقتصاد الدولة بمعزل عن الإيرادات النفطية، ووضعه في مسار جديد نحو اقتصاد متنوع، وصياغة استراتيجية موجهة للتصدير ولمنافسة الأسواق العالمية، وخلق قطاع تصديري. ثالثاً: تطوير رأس المال البشري من خلال التركيز على البحوث والتطوير والبنية التحتية التعليمية. رابعاً: خلق بيئة أعمال محفّزة للاستثمار جاذبة لرؤوس الأموال، وتطوير الأطر التشريعية والقانونية، والاستثمار في البنية التحتية مع زيادة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل عمليات التمويل لتلك المشروعات. وفي إطار مواكبة هيئات الدولة وكافة مؤسساتها لهذا التوجه، وتنفيذاً لسياسات التنويع الاقتصادي، أطلقت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، مؤخراً، هويتها المؤسسية الجديدة تماشياً مع توجهها الاستراتيجي لتعزيز مكانتها وضمان استمرارية المرونة والتنافسية، وذلك بالاعتماد على ركائز أساسية تتمثل في: رفع الكفاءة، وتعزيز العائد الاقتصادي والربحية، والارتقاء بالأداء، والاستثمار في الكوادر البشرية، مع الالتزام الراسخ والدائم بأعلى معايير الجودة والصحة والسلامة للعاملين والعمليات التشغيلية وحماية البيئة. وتركز الرسالة الجديدة لـ«أدنوك» على اعتماد ثقافة الأداء المتميز، ودعم الابتكار والاستثمار في الثروات البشرية، وتعزيز قيمة الموارد لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية من الطاقة. ولضمان التطبيق الناجح للرؤية والرسالة الجديدة، حددت «أدنوك» مجموعة من القيم التي توضح مبادئ العمل وقواعده التي تشمل: المرونة والحيوية لمواكبة تطورات السوق، والكفاءة من خلال التركيز على الاستثمار الأمثل للموارد، والتعاون والشراكة لتحقيق المزيد من خلال تضافر الجهود وتوحيدها، وتعزيز القيمة لزيادة العائد الاقتصادي وتعزيز الربحية في كل جوانب العمل، والموثوقية لضمان مكانتها كمزوّد لإمدادات الطاقة داخل الدولة وخارجها. بهذه الخطوات الحثيثة تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة التنمية والنهضة الشاملة، وتقدِّم مثالاً، يُحتذى به في المنطقة والعالم، على نجاح اختياراتها الاقتصادية الكبرى، التي تهدف إلى بناء اقتصاد تنافسي قادر على مواجهة مختلف التحديات والظروف، وذي أداء مستقر ومستدام. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية