مجموعة من «الجمهوريين» المغمورين نسبياً، ومرشحين «ديمقراطيين»، أحدهما اختارته المؤسسة بعناية، لكن تلاحقه حفنة من الأخبار السيئة، والآخر يساري مثير للجدل.. تلك هي الظروف في السباق على مقعد فلوريدا في مجلس الشيوخ الأميركي، التي جعلت «الجمهوريين» منشغلين في التفكير بشأن إمكانية الحفاظ على مقعد مهم، طالما أمكنهم الالتفاف حول شخص ما أفضل من المتنافسين في الميدان. وتقول «سي إن إن»: «إن الجمهوريين أصبحوا أكثر قلقاً لأنهم قد يخسروا مقعد السيناتور ماركو روبيو في مجلس الشيوخ، ومن ثم أغلبيتهم البسيطة في المجلس، لذا، يرغب كثيرون الآن في أن يعيد سيناتور فلوريدا النظر في قراره بترك المنصب». وأضافت، نقلاً عن مصادر: «خلف الكواليس، يوجد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والمتبرعين والمسؤولين البارزين في الحزب يحثون روبيو على تقديم ترشحه في السباق من أن الحيلولة دون خسارته»، لافتة إلى أن «روبيو» يرفض لكن الضغوط تتزايد عليه مع اقتراب آخر موعد للتقديم، في الرابع والعشرين من يونيو. بيد أن «روبيو» لن يكسب شيئاً من ترشحه لمجلس «الشيوخ» والعمل لفترة أخرى. فإذا فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات العامة نوفمبر المقبل، كما يبدو مرجحاً، فإن الحزب «الجمهوري» سيصبح حزب «لا» أو الحزب المعوّق في المجلس. وربما سيكون الوضع أسوأ، رغم ترشح «روبيو»، إذا خسر «الجمهوريون» أغلبيتهم في «المجلس». وعندئذ ستصبح مهمة «روبيو» مراقبة تصرفات السيناتور «تيد كروز»، ودراسة مزيداً من إغلاقات الحكومة الفيدرالية، بينما يفوز «الديمقراطيون» باللجان. وعلى أي حال، سيصبح «روبيو» مجبراً على التصويت في قضايا خاسرة. وعلى عكس بعض «الجمهوريين»، لا يحتاج «روبيو» إلى مجلس «الشيوخ»، فلديه سيرة محترمة وخبرة كافية في الحكومة، وإن كنا في زمن لا يحتاج على ما يبدو إلى أي من الأمرين، ويمكنه انتقاد كلا الحزبين من بعيد طالما أنه خارج المنصب. لكن سيكون من الخطأ ألا يتأهب «روبيو» من الآن وحتى 2020 للانتخابات الرئاسية التالية، بتعزيز سيرته، وتبديد مخاوف البعض من شخصيته. ومن الممكن أن يبقى مقعد فلوريدا بيد الحزب «الجمهوري» من دون «روبيو»، وحتى إذا ذهب «للديمقراطيين»، فالاستفادة الأمثل من «روبيو» في مكان آخر بعيداً عن خلل مجلس «الشيوخ». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»