تمثل الطوابير الأمنية الطويلة في المطارات الأميركية مشكلة أخرى أمام هيلاري كلينتون. فكثير من الأميركيين يتعاملون مع إدارة أمن النقل، ويتوقعون أن تعمل الوكالة بصورة ملائمة. وعندما تحدث مشكلة، يودون حلها. فهل يعتقد أحد أن كيلنتون يمكن أن تكون حلالة مشاكل؟ الإجابة هي: لا. إذ لا يمكن لأحد أن يتذكر أي مشكلة تمكنت هي من حلها! ومثلما كتبت من قبل، المعروف عن «الحزب الديمقراطي» أنه يدافع عن مجموعات المصالح والقضايا الاجتماعية. ويفرض «الديمقراطيون» إرادتهم من خلال اللوائح وعن طريق المحاكم. وقد تركت فترة باراك أوباما في الحكم «الديمقراطيين» من دون اكتساب المزيد من أية خبرة إدارية أو مهارات لحل المشكلات، وستدفع هيلاري ثمن ذلك في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر المقبل بكل تأكيد. والمشكلات الحالية في إدارة أمن النقل نموذجاً مثالياً لذلك، فعندما يقف الأميركيون في طوابير طويلة بمطاراتنا ويتذمرون من انعدام الكفاءة في حكومتنا، لا يرغبون في سماع المبررات بشأن نقص الموارد الحكومية. ولا ريب في أن «الرئيس ترامب» على الأرجح هو القادر على تغيير أوضاع الموظفين البيروقراطيين في وزارة الأمن القومي، وحمل إدارة أمن النقل على العمل بفاعلية حقيقية، ولا تستطيع «الرئيسة هيلاري» منافسته في ذلك. فإذا ظهر «ترامب» في أحد المطارات الأميركية، وواجه هؤلاء الذين ينتظرون في طابور أمني طويل، فمن المحتمل أن يتم الترحيب به، وبالتأكيد سيتم النظر إليه على أنه الشخص الذي يمكنه إحداث تغيير. وأما إذا ظهرت هيلاري، فأتصور أنه سيتم الترحيب بها باعتبارها «وكيلة الوضع الراهن»، وسيكون رد فعل الحشود في أحسن الفروض أكثر فتوراً. ولن يكترث أي شخص غاضب أو مستاء من الوقوف في طابور أمني وفاتته الرحلة بشأن ضرائب «ترامب»، أو كيف كان يعامل صديقته قبل عقود. فهم يريدون شخصاً يمكنه جعل الحكومة تؤدي مهامها بفاعلية. والحقيقة هي أن نفس الأشخاص الذين سئموا من موقع «أوباماكير» للرعاية الصحية، هم نفس الأشخاص الذين لا يمكنهم مطابقة رقم شاشات «إدارة أمن النقل» مع أرقام المرور الجوي. ودعونا نكون واقعيين، هل يتصور أحد أن البيت الأبيض قضى وقتاً كبيراً خلال التسعين يوماً الماضية لإدارة قضية طوابير الأمن في المطارات لتعمل بفاعلية في موسم السفر الحالي؟.. إن الإجابة واضحة. والإنكار هو سيد الموقف في الإدارة الحالية، وطريقتها في تسيير الأمور هو إنكار وجود مشكلات، وتحويل التركيز إلى قضايا «اليسار» من قضية إلى أخرى. ولا شك لدي في أن استراتيجية إدارة أمن النقل ستكون بتحويل اللوم فتارة تكون بشأن نقص التمويل وتارة بإنكار أن الأمور بقدر ما هي عليه من سوء. وأتصور أنه بعد إجراء تحقيق من قبل الكونجرس، سنجد أن قدراً كبيراً من مشكلات إدارة أمن النقل خلال صيف 2016 زاد سوءاً بسبب هوس إدارة أوباما باللوائح والشكاوى وقواعد الاتحادات التي تحظى بأولوية على حساب الفاعلية وخدمة العملاء وإنجاز العمل المطلوب. وأؤكد أن هذا هو حال الحكومة الأميركية في ظل «الديمقراطيين»، فجميعهم يعطي محاضرات ولا يركز على الإدارة. وجزء كبير من ذلك يمثل وقود حملة «ترامب»، وهو سبب آخر يجعل من هيلاري كلينتون غير ملائمة لقيادة أميركا في 2016. فلا نحتاج إلى فترة ثالثة لأوباما في السلطة. وعلى المواطن الأميركي أن يتذكر ذلك عندما يعلق مرة أخرى في أحد المطارات! يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»