الاقتصاد الروسي لن يتعافى قريباً وفيتنام جزء من استراتيجية «إعادة التوازن» «ذي موسكو تايمز» تحت عنوان «لايوجد إصلاح سريع للاقتصاد الروسي» كتب «فلادسلاف أننوزيمتسيف» يوم الجمعة الماضي مقالاً في «ذي موسكو تايمز» الروسية، استهله بالقول إن عام 2016 بدأ بداية سيئة، حيث هوت أسعار النفط إلى ما دون الـ 30 دولاراً للبرميل، وبات حتمياً وجود عجز في الموازنة مقداره 5 في المئة. لكن النخبة السياسية الروسية تنفست الصعداء عندما عاودت أسعار النفط الارتفاع لتصل إلى 40 دولاراً للبرميل، ويتوقع الخبراء أن تتجه أسعار الخام نحو الصعود لتصل إلى ما كانت عليه في الشتاء. صحيح أنه من الصعب التنبؤ بأسعار النفط في المستقبل، فإن ثمة توقعات مفادها أن بقاء أسعار النفط في حدود الـ40 أو الـ50 دولاراً للبرميل، سيجعل الاقتصاد الروسي يدخل واقعاً جديداً، يتسم بسياسة قائمة على فرض ضرائب عالية وتقليص الواردات عبر إجراءات حمائية، وسوف تنشط وسائل الإعلام الحكومية من أجل إقناع الشعب الروسي بأن المكائد الخارجية وليست القيادة الروسية ولا السياسة الاقتصادية الفاشلة هي السبب الرئيسي لمشاكلهم. الكاتب، وهو مدير مركز «ما بعد الدراسات الصناعية» ومقره موسكو، يشير إلى تراجع مداخيل روسيا من النفط والغاز، من 7.43 تريليون روبل عام 2014، إلى 5.86 تريليون روبل عام 2015، و4.5 تريليون روبل عام 2016. ما يعني أنه سيتعين على السلطات الروسية تخفيض التمويل الذي تقدمه للأقاليم الروسية، وسيتم تقليص الحوافز المالية التي يتم منحها للموظفين الحكوميين، ما سيؤدي إلى تراجع الاقتصاد الذي يعتمد بالأساس على مشتريات واستثمارات حكومية، ويتوقع الكاتب تزايد الضغوط على رجال الأعمال جراء انخفاض دخل موظفي الحكومة، ما سيقود إلى تقليص الإنتاج، وقد تلجأ الحكومة إلى ما بحوزة البنك المركزي من احتياطي نقدي، لكن هذا لن يكبح الركود، خاصة في ظل تراجع الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من 2016 بنسبة 1.4 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ولدى الكاتب قناعة بأن الاقتصاد الروسي لن يتعافى في 2017، وأن روسيا لن تحقق نمواً اقتصادياً حتى لو ارتفعت أسعار النفط إلى 60 أو 70 دولاراً للبرميل. «تشينا ديلي» في افتتاحيتها لأول من أمس، وتحت عنوان " سياسة إعادة التوازن ستُفقد الولايات المتحدة أسواقها"، رأت "تشينا ديلي" أن أوبما سيكون ثالث رئيس أميركي زار فيتنام منذ نهاية الحرب الفيتنامية عام 1975، وإذا كان تغيير علاقات بلدين بحيث يصبحان صديقين بعدما كانا عدوين، أمراً يستحق الثناء، فإن ما يهم واشنطن هو الهدف الحيوسياسي من تحسين العلاقات مع فيتنام وهو وضع هذا البلد الآسيوي ضمن استراتيجية "إعادة التوازن" الأميركية. ويبدو أن الولايات المتحدة المنزعجة من صعود الصين تريد تعزيز قيادتها الإقليمية داخل آسيا من خلال تعزيز التحالفات والشراكات وليس فقط إرسال قاذفات القنابل والمدمرات لمواجهة بكين. وإذا كانت اليابان وفيتنام ترحبان بواشنطن كقوة في مواجهة بكين، فإن عليهما إدراك حقيقة تتمثل في أن الولايات المتحدة تريد استغلالهما كأدوات لتحقيق أهدافها الخاصة. «ذي كوريا هيرالد» خصص «جيفري روبرستون» مقاله المنشور أول من أمس في «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية، للتنويه على قرب نهاية فترة بقاء «بان كي مون» أمين عام الأمم المتحدة في منصبه، حيث من المفترض أن يغادر المنصب نهاية العام الجاري. وحسب الكاتب، وهو زميل في كلية «آسيا- الباسفيك» للدبلوماسية بجامعة أستراليا الوطنية، فإن «مون» يجوب الأرض طولا وعرضاً منذ توليه المنصب عام 2007 من أجل حشد الدعم اللازم لمواجهة تذبذبات عالمية في مجالات التنمية والتغير المناخي والأزمات الإنسانية، في مهمة تعد «الأكثر استحالة»، كما وصفها «دان هامرشيجولد» ثاني أمين عام للأمم المتحدة. وبما أن «مون» شغل سابقاً منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية، فإن أداءه في الأمم المتحدة يعكس إلى حد كبير دبلوماسية سيئول. ولطالما كانت هذه الدبلوماسية غير ظاهرة أو معروفة إلا لمن احتكوا بها يوماً بعد يوم. لكن «مون» غيّر هذا، إذ جعل الدبلوماسية الكورية تظهر بوضوح على الصعيد العالمي. صحيح أن التقييمات المبكرة لأدائه ليست إيجابية، منها أنه لين في كلامه ومتعثر في الحديث سواء بالفرنسية أو الإنجليزية. وغير قادر على ممارسة القيادة العالمية في وقت يبدو العالم في أمس الحاجة إليها، لكن هناك من يصف «مون» برجل ذي عزيمة صلبة وبيرقراطي لا يكل ولا يمل ويفضل الدبلوماسية على المواجهة، وهؤلاء ينظرون لمنتقدي الأمين العام على أنهم يعكسون تبايناً في الأجندات السياسية وليس انعكاساً لنقدٍ حقيقي يخص «مون». وبغض النظر عن قبول رؤى منتقديه أو الاقتناع بآراء المعجبين به، فإن الأمين العام يعكس النمط الدبلوماسي الذي تنتهجه كوريا الجنوبية. هذا الرجل يسير على خطى دبلوماسيين كوريين سبقوه في خارجية بلاده مثل «مين يونج هوان» الذي ترأس البعثة الدبلوماسية الكورية الجنوبية في أوروبا. وأيضاً تأثر بدبلوماسيين مثل «بين سي ليمب» و«بارك كيون». واختتم الكاتب مقاله مشيراً إلى أهمية تأسيس «الأكاديمية الوطنية للدبلوماسية الكورية» منذ عام 1963 التي ستقوم بتفعيل برامج لتعزيز التعامل الكوري الجنوبي متعدد الأطراف من خلال الدبلوماسية العامة، حظيت بالفعل باهتمام عالمي، ولن يمضي وقت طويل حتى يهتم العالم بالدبلوماسيين الكوريين الجنوبيين أنفسهم، ومن بينهم أمين عام الأمم المتحدة الذي أوصل دبلوماسية بلاده إلى الساحة العالمية. «سيدني مورنينج هيرالد» في مقاله المنشور بـ«سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية يوم أمس، وتحت عنوان «فيسبوك يتحكم في الطريقة التي نرى بها العالم»، استنتج «فورجس هانسون» أن «فيسبوك» أصبح البوابة أو بالأحرى النافذة الإعلامية الأهم في العالم، حيث عدد المنضوين فيه كأعضاء 1.65 مليار إنسان، ما يعني أن هذه النافذة باتت لها قدرة على الوصول إلى عدد من المشتركين لم يكن مؤسسو الشركة يتخيلونه. اللافت أن أهمية «فيسبوك» كمصدر للأخبار تنامت بشكل ملحوظ، حيث وجد استطلاع أجراه مركز «بيو» للبحوث أن ثلثي الأميركيين استخدموا «فيسبوك» كمصدر للأخبار خلال عام 2015، أي مرتفعاً بمقدار النصف عن عام 2013، واستخدام هذه المنصة الشهيرة للتواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار اتجاه تم تعزيزه من خلال توفير بعض الخيارات كبث المقالات الفورية، التي تم إطلاقها العام الماضي. الكاتب، وهو زميل غير مقيم بمعهد «بروكينجز» ومؤلف كتاب «حروب الإنترنت: الصراع من أجل السلطة في القرن الحادي والعشرين»، يرى أن «فيسبوك» يتظاهر بالحيادية، لكنه يتحكم في ما نستطيع مشاهدته وما لا نستطيع. وفي عصرنا الرقمي يتعين علينا مواجهة تأثير «فيسبوك»، التي تتحكم في ما نشاهده، وبالتالي لديها القدرة على طرح ما تراه مهماً وتدشن وترسم بذلك آراء ومواقف سياسية على الصعيد العالمي. صحيح أن المؤسسات الإخبارية تلعب الدور ذاته، لكن فيسيوك - حسب الكاتب- تقدم نفسها على أنها منصة حيادية تزودنا بالأخبار دون تحيز. وكونها شركة تعمل في مجال التقنية، فإنها غير مؤهلة أو مجهزة للعب هذا الدور وغير قادرة على استيعاب التداعيات المترتبة عليها. إعداد: طه حسيب