نصح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طرفي مشاورات السلام اليمنية الجارية في الكويت بمواصلة المباحثات التي تمر بلحظة فارقة بعد أن علق وفد الحكومة مشاركته، واتهم الطرف الآخر برفض الاعتراف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. السؤال هل تجدي محاولة سمو أمير الكويت في التوفيق بين الطرفين؟ خصوصاً أن كل طرف لا يزال مصراً على تحقيق مطالبه. الوفد الحكومي اليمني أكد على أهمية تطبيق بنود قرار مجلس الأمن رقم 2216 خصوصاً انسحاب الجماعة من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة، بينما طالب وفد المعارضة «الحوثية» وجماعة علي صالح على لسان محمد عبدالسلام رئيس جماعة أنصار الله في المفاوضات بأن يكون هنالك توافق بين الطرفين اليمنيين على سلطة انتقالية ورئيس توافقي وتشكيل حكومة وطنية تشرف على كتابة الدستور وتحديد شكل الدولة مجدداً مطالباً جماعته بأن يكون النظام الاتحادي للدولة قائماً على إيجاد تنوع جغرافي وتوزيع عادل للثروات. واضح جداً بأن مواقف الطرفين ليست قريبة من بعضها رغم كل المحاولات العربية والدولية.. لأن «الحوثيين» في اليمن لا يفكرون إلا بمصالحهم ومصالح أحزابهم وقبائلهم وطوائفهم وليس في بالهم مصلحة الشعب اليمني الذي يعاني من الفقر والجهل وتفشي المجاعة وتدهور الصحة لدى الأطفال والنساء وكبار السن. من تصريحات الساسة اليمنيين يلاحظ بأن «الحوثيين» يحاولون أن يحققوا مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات، عندما فشلوا في تحقيق مطالبهم عسكرياً ورغم تفاقم الأمور في اليمن وازدياد مشاكل الحرب وويلاتها لا توجد في الأفق القريب أي بوادر للحلول السلمية واستعداد أي طرف بتقديم تنازلات لمصلحة الشعب اليمني المنكوب. من أين يأتي التفاؤل بوضع اليمن ونحن نرى أن الروح القبلية وعقلية الانتقام وحب السلطة والجاه والقوة والمال أمور سائدة. وما يزيد من مشاكل اليمن اليوم هو التحركات الشعبية الجنوبية الداعية للانفصال عن الشمال.. وهذا أمر موجود الآن عملياً وفعلياً، فالحكومة المؤقتة تهيمن على عدن وضواحيها، بينما يهيمن «الحوثيون» على صعدة وتهيمن قوات صالح على العاصمة صنعاء. كل ما نريده من ساسة اليمن هو الاستمرار في وقف إطلاق النار حتى يسمح للمنظمات الدولية الإنسانية تقديم المساعدات الإنسانية. وحسب تقارير الأمم المتحدة، استفاد ما يزيد على 13 مليون شخص من المساعدات المقدمة سواء الطبية أو الغذائية. ويحرص المختصون بالعمل الإنساني استمرار وقف إطلاق النار والهدنة الطويلة حتى يقوموا بعملهم. المصيبة أنه في الوقت الذي يختلف فيه المتمردون على مصالحهم نرى الإرهاب بدأ يتمدد في اليمن، فأنصار تنظيم «القاعدة» و«داعش» يزداد وجودهم وعملياتهم الإرهابية. لقد أعجبتني كلمات المبعوث الأممي لليمن عندما خاطب الشعب اليمني بقوله: «أنتم المتضرر الأكبر من كل ما يجري وتدفعون ثمن حرب أنتم أكثر من يعارضها، شبابكم وشاباتكم قدوة للعالم بالصمود والقوة، فهل يجوز أن تبقى قراراتهم رهينة صراعات سياسية لا تعكس تطلعاتكم».