تحدي الإرهاب من جديد.. وإحياء عملية السلام لوفيغارو في صحيفة لوفيغارو نشر الكاتب إيف تريّار مقالاً بعنوان: «دروس من الخطر» تحدث فيه عما يعتبره خطر إرهاب داهماً يتهدد فرنسا الآن، بما يستلزم اتخاذ تدابير استباقية استثنائية لمواجهة هذا التحدي الجارف. وفي البداية اعتبر الكاتب أن أوروبا كلها تقف اليوم على شفا خطر ماحق، ولكن فرنسا تحديداً هي «البلد الأكثر تعرضاً للخطر»، بحسب ما صرح به، في اجتماع مغلق، قبل عشرة أيام، مدير الاستخبارات الداخلية الفرنسية، وهو ما ردد أصداءه وأكده أيضاً بعض النواب. والآن مع سقوط الطائرة المصرية، التي انطلقت من مطار «رواسي» يوم الأربعاء الماضي، لتتحطم فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، ما زال السؤال مطروحاً بقوة عما إن كان سقوطها مرتبطاً بعمل إرهابي مدبر؟ والحال أن هذه الفرضية لو رجّحت في النهاية، فليس في مقدور السلطات العمومية أبداً ادعاء أن هذا الأمر لم يكن متوقعاً. وذلك، ببساطة شديدة، أن حالة الإنذار والتحذير كانت في مستوى مرتفع، وهو ما اقتضى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر. وهو ما يستلزم الآن أيضاً فرض أكثر الاحتياطات الأمنية فاعلية ودقة، في المطارات ووسائل النقل، وفي الملاعب والشوارع.. وفي مواجهة هذا الواقع الصعب لا نفهم، يقول الكاتب، تردد الحكومة الفرنسية في تعيين مناطق مخصصة للمشجعين في قلب كبريات المدن طيلة فترة تنظيم كأس أوروبا لكرة القدم. وذلك أن عشرات الآلاف من المتفرجين والمشجعين سيتجمعون لمتابعة المباريات أو لزيارة المعالم السياحية -حيث يجذب برج ريفل وحده 80 ألف زائر- ومثل هذه التجمعات البشرية الكبيرة تعتبر عادة هدفاً مثالياً للهجمات الإرهابية. ومع هذا لم تُتخذ حتى الآن أية تدابير ذات صفة استثنائية، بحجم هذا التحدي الكبير، وما اتخذ لحد الآن ليس كافياً بأي حال. وفي الأخير اعتبر الكاتب أن على الحكومة أن تستعيد زمام المبادرة وتتصرف باهتمام في مواجهة الخطر. هذا فضلاً عما يتعين عليها أصلاً اتخاذه من تدابير قوية في مواجهة المحتجين العاديين الذين يعتدون على الممتلكات العامة والخاصة ويكسرون عادة كل ما يأتي في طريقهم. وقد أخفقت الحكومة في مواجهة عبث وعنف هؤلاء أيضاً. ولا يخفى أن دراسة تعديل قوانين العمل في البرلمان ستنتهي في شهر يوليو، ولذا فستستمر التظاهرات والاحتجاجات، ومعها يبقى خطر عنف المحتجين قائماً أيضاً. وهو ما يفرض اليقظة واتخاذ التدابير الكفيلة بتمكين قوات إنفاذ القانون من أداء عملها بشكل ملائم وفعال. لوموند نشرت صحيفة لوموند تغطية موسعة لتحركات وزير الخارجية الفرنسي جان- مارك إيروت الرامية لعقد مؤتمر دولي في باريس بهدف إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت الصحيفة إن الموعد الذي كان مقرراً لمؤتمر باريس في يوم 30 من مايو الجاري، بدا أنه غير ملائم لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، ولذا تم التفاهم بينه وبين نظيره الفرنسي في بروكسل على هامش اجتماع للحلف الأطلسي «الناتو» على تأجيل هذا المؤتمر إلى يوم 3 يونيو المقبل، مع تعهد من رئيس الدبلوماسية الأميركية بالحضور، وببذل كل جهد ممكن لإنجاح المسعى الفرنسي لإعادة قطار التسوية في الشرق الأوسط إلى السكة. وسيحضر مؤتمر باريس الدولي لسلام الشرق الأوسط وزراء خارجية أكثر من عشرين دولة معنية بهذا الصراع، وكذلك سيحضر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وفي توصيف أهداف المؤتمر قال الرئيس فرانسوا أولاند: «سنعمل سوياً مع الدول الكبرى، والبلدان المجاورة، لإيجاد آلية عمل تسمح بعودة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات» بهدف تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية تفاوضية جديدة تعيد الزخم لمساعي إحلال السلام. وقالت لوموند إن فرنسا إذ تضغط على أطراف الصراع، وكذلك الأطراف الفاعلة الأخرى من المجتمع الدولي، إنما تريد إعادة إحياء حل الدولتين. وفي هذا السياق سينعقد مؤتمر باريس الدولي في البداية دون مشاركة طرفي الصراع نفسهما، وذلك بهدف التقدم خطوات دون شروط مسبقة أو عراقيل على طريق إيجاد أرضية تفاوض. ويفترض أن يؤدي هذا المسعى إلى عقد قمة في الخريف، هذه المرة بمشاركة طرفي الصراع المباشرين. والغرض من المؤتمر التمهيدي إذن هو «إيجاد أفق سياسي يسمح بأن تثمر المفاوضات عن شيء»، في النهاية. يذكر أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بدأ أمس، السبت، زيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية تدوم ثلاثة أيام، بهدف إقناع الطرفين بهذه المبادرة الدبلوماسية الفرنسية الرامية لإعادة إطلاق عملية السلام من جديد. ليبراسيون «دير الزور: جسر روسي- أميركي ضد داعش؟»، بهذا السؤال عنون الكاتب فابريس بالانش مقالاً تحليلياً نشره في صحيفة ليبراسيون قال فيه إن مدينة دير الزور الواقعة في الشمال الشرقي من سوريا على ضفاف نهر الفرات، تكتسي أهمية استراتيجية استثنائية في مواجهة تنظيم «داعش»، ولذا فإن تأمين هذه المدينة يمكن أن يتيح فرصة التقاء وتنسيق مثالي بين الروس والأميركيين في جهودهم المشتركة لهزيمة التنظيم الإرهابي. وفوق هذا فحال السكان المدنيين في تلك المدينة، المحاصرين من قبل «داعش»، باتت أيضاً بدرجة من الصعوبة تثير القلق إلى أبعد الحدود، حيث لم يعد ممكناً تزويد المدينة بالتموين سوى عن طريق الإسقاط من الجو. ويضغط مقاتلو «داعش» بكل الوسائل لاستعادة السيطرة على كامل المدينة، قبل أن تتمكن قوات النظام السوري من فتح طريق بري إليها انطلاقاً من تدمر. ولو وقع ذلك فيسكون التنظيم بين فكي كماشة في الشمال الشرقي السوري بين قوات النظام والقوات الكردية التي تتقدم أيضاً باتجاه دير الزور انطلاقاً من منطقة الحسكة. ولو تمكن مقاتلو النظام ومقاتلو الأكراد من مواصلة تقدمهم سيكون في مقدورهم قطع خطوط الاتصال بين مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق اللتين يحتلهما «داعش». واعتبر الكاتب أن حالة دير الزور الآن يمكن مقارنتها بالحال الذي كانت عليه مدينة حلب خلال صيف عام 2012، حين تمكن الثوار من الدخول إلى المدينة والسيطرة على عدة أحياء منها. وفي الأخير قال إن حالة دير الزور يمكن أن تتحول اليوم إلى معركة فاصلة في الحرب ضد «داعش»، إن قرر الطيران الأميركي دعم ومواكبة تقدم القوات الكردية باتجاه المدينة، فيما يدعم الطيران الروسي تقدم قوات النظام، وسيمكن هذان الهجومان إن جرى تنسيقهما من فك الحصار عن المدينة، ومن ثم تطوير الهجوم لمحاصرة مدينة الرقة، ومن ثم القضاء نهائياً على تنظيم «داعش». إعداد: حسن ولد المختار