منذ بزوغ فجر دولة الإمارات العربية المتحدة، عُرِفت لدى الجميع بأنها بلد الخير والعطاء، صاحبة الأيدي الممدودة دائماً إلى الجميع، وهذا هو النهج الذي غرس بذوره المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وسار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. ومن أكثر القضايا الإنسانية التي أولتها القيادة الرشيدة للدولة اهتماماً خاصاً، قضايا اللاجئين السوريين، حيث كانت الإمارات من أولى الدول التي تحرَّكت لتخفيف معاناتهم، وعملت على توفير حاجاتهم الأساسية، ولا تزال تقدم المزيد من الدعم والمساندة لمساعدتهم على تجاوز الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، مؤكدةً بذلك دورها الإنساني الرائد الذي لا يكتفي بتقديم المساعدات المادية والإغاثية اللازمة إلى المناطق التي تواجه أزمات إنسانية ملحة، وإنما يحاول تخفيف العبء المعنوي والنفسي على المعوزين أينما كانوا. وفي إطار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة قضايا اللاجئين السوريين، جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مؤخراً، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وبمتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، التي تقوم بمقتضاها الهيئة بإنشاء مخيم للاجئين السوريين في اليونان، حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقية تعاون بين «الهيئة» و«جمعية الصليب الأحمر» اليونانية، في العاصمة أثينا، للبدء في الخطوات العملية لإنشاء المخيم، وحدَّدت بنود الاتفاقية أطر التعاون بين الجانبين في هذا الصدد، والتزامات كل طرف لإنجاز المخيم الذي من شأنه أن يخفِّف من معاناة اللاجئين العالقين في اليونان، ويعمل على توفير حاجاتهم من المأوى والغذاء والصحة والخدمات الضرورية الأخرى. ويستوعب المخيم في مرحلته الأولى 2000 لاجئ، ويقام في مدينة لاريسا على بعد 360 كيلومتراً من العاصمة أثينا. وإلى جانب أن الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين تعبر عن توجه عام تتبناه الإمارات للوقوف مع الأشقاء العرب في مواجهة أي ظروف صعبة يمرون بها، فإن الإمارات تُعَدُّ من أكثر الدول الداعمة لأوضاع اللاجئين في العالم، سواء من خلال المساعدات العاجلة التي تقدِّمها لتخفيف معاناة النازحين واللاجئين في مختلف مناطق الأزمات والصراعات، أو من خلال العمل على تنفيذ بعض المشروعات والبرامج التنموية التي تسهم في الحد من معاناتهم. وقد امتد واتسع الدور الحيوي والمحوري الذي تضطلع به الدولة في هذا الإطار، ليشمل جميع دول العالم من دون تفرقة بين لون وجنس وعرق، لتجسِّد بذلك الوجه الإنساني الذي يميِّز السياسة الخارجية للإمارات، ويُعَدُّ ركيزة من ركائزها الحيوية، كما يأتي ذلك انطلاقاً من الواجب الإنساني الذي يدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف، والتقاليد العربية والإسلامية التي تلتزمها دولة الإمارات العربية المتحدة. ويأتي اهتمام الإمارات بدعم اللاجئين السوريين في اليونان في إطار وعيها بأن هذه القضية تستحق من المجتمع الدولي مزيداً من الاهتمام، لاسيما أن مشكلة اللاجئين باتت مشكلة عالمية، يتطلَّب التغلب عليها تعاوناً أكبر من جانب الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، بما يكفل معالجة الأوضاع المعيشية والصحية للاجئين، فضلاً عن تأمين عودتهم إلى دولهم وديارهم. إن الدور الحيوي والمحوري الذي تقوم به الإمارات في تعزيز الجهود الدولية للحدِّ من تفاقم محنة اللجوء والتصدي لتداعياتها الخطرة، جعل منها الدرع الواقية للاجئين في مختلف مناطق الأزمات والصراعات، وجلب لجهودها التقدير والإشادة من جانب المنظمات الإنسانية الدولية بصفتها صاحبة المبادرات الكبيرة في دعم قضايا اللاجئين ومساندتهم حول العالم. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية