أصداء «رسالة السيسي»..وتداعيات تعيين «ليبرمان» وزيراً للدفاع «جلوبز» تحت عنوان «هيلاري كلينتون ستكون أوباما رقم 2 أما ترامب سيغير السياسة الأميركية، ويعطي ميزة لإسرائيل»، كتب نورمان بيالي أستاذ الاقتصاد والأمن القومي بمركز الدراسات الأمنية بجامعة حيفا، مقالاً في «جلوبز» أنه إذا فازت المرشحة «الديمقراطية» هيلاري كلينتون فسنكون أمام سياسة مشابهة لسياسة أوباما أو (أوباما2)، فهي تدعم حل الدولتين، ولا تميل إلى إعادة النظر في الاتفاق النووي المبرم مع إيران، هي ليست موالية جداً لإسرائيل ولا معادية للإسلاميين. لكن في حال فوز «ترامب» سنكون أمام تقلبات في السياسة الأميركية ستغير من المواقف التي تتخذها واشنطن منذ 25 عاماً، ومن المتوقع أن يكون «ترامب» معادياً للإسلاميين، وقد تساهم ابنته وابن زوجته في جعله موالياً لإسرائيل، وقد يستخدم نفوذه في إبرام اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. «جيروزاليم بوست»، تحت عنوان «رسالة السيسي وخيار نتنياهو»، خصص «إليان إيفياتار» مقاله المنشور أول أمس في «جيروزاليم بوست»، مشيرا إلى أنه منذ 43 عاماً قدم الرئيس المصري الرحل أنور السادات مقترحات من أجل السلام، لكنها قوبلت آنذاك بالرفض، وبعدها لقي ما يزيد على ألفي جندي إسرائيلي حتفهم وأصيب الآلاف من الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 لأن السادات أيقن أن حكومة جولدا مائير لن تعيد الأرض للعرب، ولن تقبل العودة إلى حدود ما قبل 5 يونيو 1967، وبعد حرب أكتوبر بست سنوات، وافق مناحم بيجين على تسليم شبه جزيرة سيناء بالكامل للمصريين. وخلال الأسبوع الماضي يأتي رئيس مصري آخر، هو عبدالفتاح السيسي، ويدلي بخطاب قال فيه (هناك فرصة لكتابة فصل جديد من السلام في المنطقة، وذلك إذا اتفق الجميع على حل القضية الفلسطينية، وعلى بث الأمل في نفوس الفلسطينيين وضمان الأمن للإسرائيليين، إذا تحقق ذلك سنكون قادرين على كتابة فصل جديد من السلام قد يكون أكثر أهمية من اتفاقيات السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل». وحسب الكاتب، فإن السيسي طرح رؤية مفعمة بالأمل، وتصريحاته بشأن السلام تأتي في وقت يتغير فيه واقع الشرق الأوسط، حيث باتت لدى إسرائيل مصالح مع الدول العربية السُنية لمواجهة إيران وقوى الإسلام السياسي. زعيم «الاتحاد الصهيوني» إسحاق هيرزوج قال:«هذه التصريحات فرصة ينبغي ألا ندير لها ظهورنا، نتنياهو رحّب بتصريحات السيسي، قائلا «إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر وغيرها من الدول العربية من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة». نتنياهو كان يتفاوض مع «هيرتزوج» كي ينضم إلى تحالفه الحزبي، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أجرى انعطافة حادة نحو «اليمين»، حيث عيّن أفيجدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» في منصب وزير الدفاع، ليحل محل «موشيه يعلون» ما يعني أنه اختار التطرف بدلاً من الاعتدال، والغطرسة على حساب التواضع، والمغامرة بدلاً من سياسة الحذر. الغريب أن نتنياهو بهذه الخطوة، يستبدل برجل صاحب خبرة مثل «يعلون» رجلا آخر متهورا مثل «ليبرمان»، الذي دعا يوما ما بقصف خزان أسوان في مصر، وطالب الجيش الإسرائيلي عام 2014 بإعادة احتلال غزة، وأطلق على عرب إسرائيل «الطابور الخامس». وإذا كان هذا هو الوجه المتطرف لليبرمان، فإن لديه وجهاً آخر يتمثل في شخصية الرجل البراجماتي الذي يخفف من حدة شعاراته، ويميل إلى الفكرة التي تقول بأنه لا مناص من تسوية في الأراضي المحتلة، فأي جانب سينتصر في شخصية ليبرمان: التهور أم البراجماتية؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يسير نتنياهو وليبرمان في طريق السلام، ويحاولا استكشاف فرص التسوية، أو سيفضلان العزلة خاصة في ظل المبادرة الفرنسية المطروحة، والتي ستجعل إسرائيل تتعرض لضغوط دبلوماسية كبيرة؟ الإجابة طبعا ستحدد ما إذا كانت إسرائيل تبدد مرة أخرى الفرص المطروحة ومن ثم تتحمل تكلفة ضياعها. "يديعوت أحرونوت» في مقاله المنشور أول أمس بـ«يديعوت أحرونوت»، وتحت عنوان «نتنياهو يعرض أمن إسرائيل القومي للخطر»، استنتج «رون بين يشاي» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقوم بإجراء تجارب سياسية على حساب عامة الإسرائيليين، حيث يستبدل بوزير دفاع مخضرم ومحترف وزيراً آخر لا تتوفر فيه هاتان الصفتان، وهو أفيجدور ليبرمان، وتلك خطوة دراماتيكية يقدم عليها نتنياهو، وتؤشر إلى أن الجيش الذي لطالما يفخرون به لم يعد ذا أهمية قصوى. إقالة «يعلون» وتعيين «ليبرمان» محله خطوة تتسم باللامسؤولية، وتهدد الأمن القومي الإسرائيلي وتبعده عن منطق التوافق السياسي، وسيصبح الشأن الأمني مستلباً لمصلحة قوى اليمين المتطرف في حزب «إسرائيل بيتنا». نتنياهو بقراره هذا يبعث برسالة إلى الجيش الإسرائيلي والأمن الداخلي «شين بيت» والموساد بألا يفصحوا عن انتقادهم وتحديهم للحكومة خاصة إذا خرجت عن مسارها المعتاد وانتهجت سياسات غريبة. تايمز أوف إسرائيل» خصص «بن سيلز» مقاله المنشور يوم أمس، في موقع "تايمز أوف إسرائيل" « لعقد مقارنة بين عمير بيرتس الزعيم السابق لحزب «العمل» والذي شغل منصب وزير الدفاع وبين أفيجدور ليبرمان الذي سيشغل المنصب. صحيح أن كليهما ليس لديه خبرة عسكرية، أي أنهما ترأسا المؤسسة العسكرية بخلفيتهما المدنية، لكن «بيرتس» ينحدر من منطقة متاخمة لغزة وكان زعيما لحزب «العمل» ورئيساً لنقابة العمال «الهستدروت»، أي أنه سياسي حمائمي مؤيد للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، شغل منصب وزير الدفاع لفترة قصيرة من 2006 إلى 2007 وخاض خلالها حرباً ضد«حزب الله»اللبناني في 2006 أسفرت عن مقتل 165 إسرائيلياً. أما ليبرمان، وزير الدفاع الجديد، فهو يقيم في مستوطنة بالضفة الغربية وهو رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» الصقوري تشمل خطته لصنع السلام رسم حدود لإسرائيل لاستبعاد جزء كبير من مواطني إسرائيل العرب. وعلى الرغم من خبرة «ليبرمان» العسكرية الشحيحة، فإنه حظي بكلمات ترحيب من سياسيي «اليمين» الإسرائيلي، ولكنه سيواجه الآن تحدي إثبات قدرته على التعامل مع أعلى منصب أمني في إسرائيل، وهناك من يطالبه بأن يبدي مرونة لكسب ثقة الجيش. إعداد: طه حسيب