تضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بدور جوهري في دعم جهود نشر الطاقة المتجددة، انطلاقاً من قناعتها بأن هذا النوع من الطاقة هو المستقبل الذي تعتمد عليه دول العالم في تحقيق أهدافها التنموية الشاملة. وهذا الدور لا يقتصر على الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، عبر استضافة أبوظبي للمقر الدائم للوكالة، وتوفير الإمكانات والقدرات البشرية والمادية والفنية اللازمة لإنجاحها، ودعم استراتيجيتها وأهدافها وخططها المستقبلية، وإنما في نقل خبراتها في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة إلى العديد من دول العالم أيضاً، ومساعدتها على تنفيذ مشروعات في هذا المجال. وفي هذا السياق يأتي إعلان إنجاز صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادئ مؤخراً أحد عشر مشروعاً للطاقة النظيفة، حيث أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، أنه تم افتتاح محطة جديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بقدرة 600 كيلوواط في ولايات ميكرونيسيا المتحدة، وهي المحطة التي تأتي في إطار هذا الصندوق الذي تبلغ قيمته 50 مليون دولار. وهذه المشروعات تم تنفيذها على مرحلتين الأولى عام 2015، وشهدت إنجاز مشروعات مكتملة في كيريباتي وفيجي وساموا وتونجا وتوفالو وفاناتو. أما المرحلة الثانية فقد تم خلالها تنفيذ مشروعات عدة في جزر سليمان وبالاو وجزر مارشال وناورو وولايات ميكرونيسيا المتحدة. ولا شك في أن هذه المشروعات الحيوية، تعكس التزام الإمارات بمساعدة الدول النامية على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والمضي قدماً في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة. والاهتمام الذي توليه الإمارات لقطاع الطاقة النظيفة وحرصها على مساعدة العديد من الدول النامية في هذا المجال، لا ينفصل عن رؤيتها لقضايا الطاقة بوجه عام، باعتبارها من أهم التحديات المطروحة على أجندة التنمية في العالم في السنوات الأخيرة، لأنها تتصل اتصالاً وثيقاً بقضايا التنمية والتطور الاقتصادي العالمي. ومن ثم فمن الضروري العمل على إيجاد حلول مستدامة لهذه القضية على المديين المتوسط والبعيد، وأحد الحلول الجوهرية لذلك يتمثل في الطاقة المتجددة والنظيفة، ولهذا لا تألو الإمارات جهداً في دعم الجهود الدولية لنشر هذا النوع من الطاقة. لقد أصبحت الإمارات طرفاً فاعلاً في رسم سياسات الطاقة النظيفة على الصعيد الدولي، لما تمتلكه من خبرات وقدرات تتيح لها المشاركة بفاعلية في وضع هذه السياسات، خاصة أنها تتبنى نهجاً شاملاً ومتكاملاً لدعم هذا القطاع في مختلف فروعه، من خلال مبادرات عدة كمبادرة «مدينة مصدر»، التي تعتبر أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونيّة والنفايات، وإقامة أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم «شمس 1»، وأكبر محطة لطاقة الرياح في الشرق الأوسط، على جزيرة «صير بني ياس». كما تهتم الإمارات بالاستثمار في بحوث الطاقة المتجددة، من خلال «معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا»، الذي يختص بتعميق برامج البحث والدراسة في مجال طاقة المستقبل، وهذا كله أسهم في تعمق الاقتناع الدولي بقدرة الإمارات على أن تكون مركزاً عالمياً للعمل من أجل الطاقة المتجددة. ولا شك في أن الإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة خلال السنوات الماضية، جعلتها مركزاً إقليمياً ودولياً مهماً في هذا المجال، وليس أدل على ذلك من استضافتها العديد من الفعاليات الحيوية المعنية بهذه القضية، لعل أبرزها القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تقام تحت مظلة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والتي تعتبر حدثاً دولياً سنوياً بارزاً يرمي إلى الالتزام بتحسين مشهد الطاقة والتقنيات النظيفة في المستقبل، وتتولى شركة «مصدر» تنظيمها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ويشارك في هذه القمة الآلاف من رواد السياسة والمال والأعمال والرواد الأكاديميين، للمساعدة في تحديد الفرص التي من شأنها أن تُترجَم إلى ابتكارات واستثمارات ناجحة في قطاع الطاقة النظيفة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية