تندرج معارض التوظيف السنويَّة، التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن المساعي المتواصلة التي تبذلها الدولة في مجال التوظيف، لإتاحة المزيد من فرص العمل أمام المواطنين. وتحظى هذه المعارض بأهمية كبيرة، لكونها توفِّر فرصاً لتواصُل مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة الباحثين عن عمل بشكل مباشر مع أصحاب الأعمال وجهات التوظيف. وفي السياق نفسه، تلبِّي هذه المعارض حاجة مختلف القطاعات للتعرُّف إلى الكفاءات المواطنة، التي يمكن الاستعانة بها لملء الشواغر الوظيفية في المؤسسات. كما تشكل معارض التوظيف فرصة مهمَّة لتعريف الموارد البشرية باحتياجات سوق العمل، وإطلاع الكفاءات البشرية على التطوُّرات التي تشهدها القطاعات المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وممَّا لاشك فيه أن المساعي المبذولة في هذا الإطار تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لرفد سوقَي العمل الحكومي والخاص بالعمالة المواطنة، لكي تتاح لها فرصة المشاركة في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة خلال المرحلة الحالية. وتعكس تلك المساعي الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لقضية التوطين، وهي القضية التي تحظى بأهمية مركزيَّة في أجندة العمل الوطني، بالنظر إلى تأثيراتها المباشرة في مسألة التركيبة السكانية، وكذلك انعكاساتها على قضية الهوية الوطنية. وفي هذا السياق، يأتي «معرض الإمارات للوظائف 2016»، الذي يحتضن فعَّالياته «مركز دبي التجاري العالمي» خلال الفترة الممتدَّة ما بين السادس عشر والثامن عشر من مايو الجاري، والذي يحظى بأهميَّة خاصة، بالنظر إلى عوامل أساسية عدَّة، أولها أن دورة هذا العام تستضيف عدداً من الفعاليات التي من شأنها أن تمنح الأفضليَّة لأولئك الباحثين عن مسارات مهنية. وبالنسبة للوافدين الجدد إلى سوق العمل يُعَدُّ «معرض الإمارات للوظائف 2016» نقطة انطلاق حقيقيَّة في مسارهم المهني. أما بالنسبة إلى الطلاب الذين يقتربون من موعد تخرُّجهم، فإن هذا المعرض، من خلال ما يتضمَّنه من فعاليات، يمثل نافذة لإطلاعهم على مسارهم المستقبليِّ، إذ يمنح المعرض المواهب الإماراتية اللامعة والشابة الفرصة لمقابلة مديري التوظيف في مجموعة من أبرز الشركات العالمية. ثانيها المشاركة المكثفة للكثير من الوزارات والمؤسسات المحلية، حيث تقدِّم دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، بالتنسيق مع 31 جهة حكومية، نحو 800 فرصة عمل، تغطِّي كل التخصصات والمستويات المهنية والإدارية والهندسية والفنية، وتتوزَّع على جميع الجهات الحكومية المشاركة بشكل يراعي تنوُّع الخلفيات الأكاديمية والخبرات. كما تشارك في دورة هذا العام وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، في إطار خطة توطين الوظائف التي تتبعها الوزارة، والحرص على التقاء الكفاءات الوطنية، كوسيلة للتعرُّف إلى حاجات الشباب، ورصد طموحاته، وتبنِّي المبادرات الملائمة لذلك. ثالثها أن المعرض سوف يستضيف، ضمن فعَّالياته، ورشة للأفكار الإبداعية تابعة لـ«معرض إكسبو الدولي 2020»، تطرح على المشاركين تحدِّياً لتصور أماكن عملهم المستقبلية، وتنفيذ أفكارهم، وفق مجموعات تعاونية، وهي مبادرة غير تقليديَّة تساعد على الارتقاء بالكوادر البشرية المواطنة من ناحية، وسوق العمل في الدولة من ناحية أخرى. وبشكل عام، تشكل معارض التوظيف بدولة الإمارات العربية المتحدة فرصاً واعدة للباحثين عن عمل للحصول على الفرص الوظيفية التي تحقق طموحاتهم، وفي الوقت نفسه فهي تمثل نوافذ واسعة للمؤسسات الحكوميَّة والخاصة، تصل من خلالها إلى الكوادر البشرية المؤهَّلة والقادرة على ملء الشواغر الوظيفية المتوافرة لديها، ما يجعل من تلك المعارض حلقات وصل مهمَّة بين الباحثين عن عمل من ناحية، والمؤسسات المولِّدة لفرص العمل من ناحية ثانية، وإحدى الآليات الداعمة لمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة بشكل عام، وتحقيق أهداف التمكين بشكل خاص. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية