تستمر دولة الإمارات العربية المتحدة في ضرب أروع الأمثلة لكافة شعوب العالم من خلال أفضل التطبيقات على نهج الريادة والتقدم ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي والصحي والسياحي والتقني ولكن على المستوى الاجتماعي أيضاً الذي هو الأساس الراسخ لكافة مظاهر التقدم والقيادة. وقد جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق الحملة الوطنية «أسرتنا متماسكة 2021» بمثابة خطوة أخرى في استراتيجية الدولة الرامية أن تكون أفضل دول العالم. واللافت للنظر أن قيادة الدولة الحكيمة – كعهدنا بها – لم تطلق تلك الحملة إلا إيماناً منها بأن كافة الجهود والاستراتيجيات الأخرى التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن لن يٌكتب لها النجاح إلا بتماسك الأسرة التي هي المحور الأساسي للسياسات الحكومية في شتى القطاعات. ويأتي ذلك التوجه للتأكيد على أن الأسرة الإماراتية هي نواة المجتمع وهي المصدر الأساس لرأس المال البشري الذي بلا ريب هو العمود الفقري لكافة خطط وبرامج القيادة نحو رسم مستقبل مزدهر ومستقر وآمن. أضف إلى ذلك أن توجه القيادة لوضع الدولة ضمن أفضل الدول في العالم لن يتحقق إلا بأسرة عمادها الولاء والانتماء للوطن وتضع نصب أعينها التمسك بالقيم والمبادئ والتقاليد وتعمل بقوة نحو تعميق الروابط الأسرية للتأكيد على أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، هو كيان واحد مترابط متماسك. والهدف النهائي هو التمسك بالموروث والقيم الإماراتية بما يعزز من ترابط الأسرة وغرس الحب لآبائنا وأمهاتنا وأزواجنا وزوجاتنا وإخواننا وأخواتنا بهدف مساندة بعضنا البعض. كما تهدف حملة «أسرتنا متماسكة 2021» أيضاً إلى مساندة الأبناء وتزويدهم بكافة الوسائل والموارد العائلية من سلوك حسن وخبرات وقيم نبيلة وقوة ومحبة بهدف مساعدتهم على تحقيق طموحهم. ولم تغفل الحملة عن توجيه الشكر والامتنان لأجدادنا الذين ضحوا في سبيل رفعة وعز هذا المجتمع وتحققت على أيديهم أبرز الإنجازات وتؤكد الحملة المضي قدما على نهج وخطى الأجداد. شخصياً، غمرني الفرح والسرور عند الإعلان عن حملة «أسرتنا متماسكة 2021»، وذلك لكي نثبت أمام العالم أن مجتمع الإمارات مهما حقق من إنجازات ونجاحات لا ينكر مطلقاً دور الأسرة في مسيرة التنمية والتقدم. ومن جانب آخر، فإن المراقب لمسيرة الدولة منذ إنشائها في عام 1971 لا يستطيع إغفال مظاهر تأكيد قيادتنا الرشيدة على ترسيخ مبادئ وقيم الأسرة في حياتنا اليومية. فالزيارات اليومية لأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد لكافة الفعاليات والمشاريع والأنشطة التي تجري في الإمارات هي ترجمة قوية لحرص رب الأسرة على متابعة كافة شؤون وهموم ومطالب أفراد الأسرة الإماراتية بشكل مباشر. كما أن قيام أصحاب السمو الشيوخ بزيارة مدارس الدولة ورعايتهم وحضورهم لفعاليات تخريج الطلبة الجامعيين لدليل آخر على اهتمام القيادة بالوقوف شخصياً بجانب الطلاب والطالبات في حياتهم التعليمية، والتي تسبق دخولهم الحياة المهنية للمساهمة في مسيرة التنمية. ومما لا شك فيه أن هذا السلوك والنهج العائلي من القيادة الرشيدة قد انعكس بالإيجاب على المجتمع الإماراتي الذي استطاع احتواء ما يزيد على مائتي جنسية يعيشون في أمن وسلام واطمئنان منذ عقود. وقد ساهم تسامح وتميز الأسرة الإماراتية في تسهيل حياة أبناء وبنات هؤلاء الجنسيات مع بعضهم البعض على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم ومشاربهم. ولقد كان لهذا الإنجاز الاجتماعي الضخم أثره البالغ في نجاح الدولة ممثلة في إمارة دبي في الفوز باستضافة فعاليات إكسبو 2020، والذي ستقوم الدولة من خلاله باستقبال ملايين الزوار من كافة أنحاء العالم. وبالتالي نستطيع القول إن الإمارات قد أثبتت منذ عقود وما زالت أنها بالفعل «أسرة العالم».