تضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بدور رياديٍّ في مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه المجتمع الإنساني، ومنها الأمراض، وهي لا تألو جهداً في سبيل تخليص البشرية من الآفات والأوبئة التي تفتك بحياة الملايين من البشر سنوياً، ومنها مرض شلل الأطفال، حيث تقود الإمارات جهوداً دولية جبارة لاستئصال هذا المرض من العالم. وفي هذا السياق، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، ودعم القطاع الصحي، وتعزيز برامجه الوقائية في جمهورية باكستان الإسلامية، وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان نتائج الشهرين الأولَين، مارس وأبريل الماضيين، من المرحلة الثالثة من «حملة الإمارات للتطعيم»، التي نجحت في إعطاء أطفال باكستان 19 مليوناً و34 ألفاً و761 جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال. وهذا نجاح كبير ومؤشر واضح إلى أن الحملة تحقق أهدافها التي وُضِعت من أجلها بشكل مطرد وفعال. وتكتسب هذه الحملة أهمية خاصة لدورها الاستثنائي في دعم المبادرة العالمية التي أقرَّتها «الجمعية العامة للصحة العالمية» لاستئصال شلل الأطفال في نهاية عام 2018. ومن شأن المبادرة الإماراتية، التي تحرص القيادة الرشيدة على متابعتها بشكل مباشر، أن تقرِّبنا أكثر من أيِّ وقت مضى من القضاء على مرض شلل الأطفال على مستوى العالم، خاصة أن هذا المرض، وفقاً لـ«منظمة الصحة العالميَّة»، لم يعد يتوطَّن إلا في بلدين اثنين في العالم هما باكستان وأفغانستان، اللذان ستشملهما الحملة. وتلقى الجهود الإماراتيَّة في هذا المجال ثناءً وتقديراً واسعين دولياً وأممياً، ولطالما تحدثت الأمم المتحدة عن الدور الإنساني الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العالم أجمع، وأثنت على الانعكاسات الإيجابيَّة لهذا الدور على حياة الكثير من الناس والمجتمعات في العالم. وتنطلق دولة الإمارات العربية المتحدة، في جهودها الحثيثة للتخلُّص من مرض شلل الأطفال، من رؤية أوسع تهدف إلى تحقيق السعادة للبشريَّة جمعاء، من دون تمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين، أو سواها من المعايير غير الموضوعيَّة، وذلك من خلال تخليص المجتمعات الإنسانية في مختلف أرجاء المعمورة من الآفات التي تفتك بحياة الملايين من أبنائها سنوياً، وهذه رؤية نبيلة جداً، ويتوق إلى تحقيقها مئات الملايين من البشر الذين يعانون التهميش ومشكلات وأمراضاً جعلت حياة بعضهم صعبة للغاية. إن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، الرائدة في المجالات الإنسانيَّة، ومن بينها مكافحة الأمراض والأوبئة التي تلقى دعماً وإشادات دوليَّة متواصلة، لهي خير دليل على النهج السليم الذي تنتهجه الدولة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، ونشر السلام في العالم، وهي ملتزمةٌ هذا النهج حتى تحقيق الأهداف الإنسانيَّة النبيلة التي أصبحت في الواقع مكوِّناً أساسياً من مكونات سياستها الخارجية، وتسهم بشكل واضح في تحقيق السعادة للبشرية. وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من قبل مرات عدَّة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ستواصل سعيها الدؤوب من أجل مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المجتمع البشري، وفي مقدِّمتها «تخليص البشرية من شلل الأطفال إلى الأبد». عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية