للأسف الشديد، ما زال هناك من العرب من يدافع عن نظام الملالي في إيران ويحاول إيهامنا بأن هؤلاء أصدقاء وجيران مسالمون، وأننا نبالغ في الرد على إساءاتهم المستمرة لدولنا وشعوبنا العربية. ومقابل ذلك فإن نظام الملالي صريح وواضح، إذ يقول لهؤلاء الذين غيبوا عقولهم: أنتم عرب ولستم فرْساً، لذلك فإنكم مكروهون ومنبوذون، والحقد عليكم أشد وأعمق لأنكم عرب، وإيران تستخدمكم مؤقتاً كأدوات مجانية لخدمة أهدافها القومية تحت غطاء الدفاع عن المذهب الشيعي، لكنها تكره حتى اللغة العربية التي تتحدثون بها، وقد جسدت ذلك في مناهجها التعليمية وسياساتها العنصرية إزاء مواطنيها العرب (سنة وشيعة على السواء). إيران حاولت بكل وسائلها في المنطقة أن تعمل على طمس الهوية العربية وعلى تحريف الحقائق التاريخية المتعلقة بالعرب والإسلام. وأخطر ما فعلته في هذا الصدد هو عملها على تشويه الإسلام من الداخل، منذ بداية الثورة الخمينية، وبعد أن أصبحت جزءاً من مخطط أميركا وإسرائيل التآمري ضد الوطن العربي، ثم الوكيل المعتمد في المنطقة العربية لتنفيذ هذا المخطط عبر نشر الفوضى والاضطراب وتضليل شعوب المنطقة وإغراء بعض مواطنيها بالمال والسلاح والتدريب العسكري والأفكار الطائفية المتطرفة، واستخدامهم كطابور خامس لتحقيق مخططات القوى الخارجية. ولدى إيران خبرة جيدة في هذا المجال منذ أيام الإمبراطورية البريطانية حيث كان التعاون بينهما على أشده، كما يشير محمود الكعبي الأمين السابق لـ«الجبهة العربية لتحرير الأحواز»، في حواره مع إحدى المجلات العربية، إذ يقول: إن بريطانيا كانت ترسل الجواسيس إلى إيران، وكانت الأخيرة تقوم بتدريبهم على تعاليم الدين الإسلامي وتلبسهم العمائم وتربي لهم اللحى وتبعثهم إلى دول المنطقة بهدف إفساد عقائد المسلمين، وتكوين كيانات موالية تنتظر ما يملى عليها.. وها هي تمارس الدور ذاته حالياً. ولم تخف صحيفة «الوفاق» الإيرانية ذلك التعاون المتواصل بين إيران والقوى الخارجية الكبرى، عندما قالت تحت عنوان «مواجهة إيران هبل سياسي»، ما خلاصته أن النفوذ الإيراني قد تعزز كثيراً بعد الاتفاق النووي مع الغرب، وأن تنامي القوة الإيرانية جاء وفق خطة محكمة تم وضعها منذ قيام ثورة الخميني. وقد نفذت إيران ما يخصها من ذلك المخطط التآمري ضد الدول العربية، وكان قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، واضحاً عندما قال إن «مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاع أن يسترجع الإسلام الحقيقي (إسلام نظام الملالي الذي جعل المنطقة تغرق في الفوضى والدماء)، إلى سدة الحكم بعد 13 قرناً من سيطرة إسلام الأمويين والعباسيين»، ثم أضاف: «إن الحفاظ على نظام الحكم في طهران من أوجب الواجبات الدينية، لأنه إذا أصاب النظام الإيراني سوء، ستتضرر الواجبات الدينية الأخرى ومنها الصلاة». وعلى هذه الخلفية الأيديولوجية، لم يتردد قائد قوات التعبئة المسلحة الإيراني، الجنرال محمد رضا نقدي، في القول مدعياً ومهدداً: «إن إيران تستطيع السيطرة على كل دول المنطقة وتأديب بعض أنظمتها المعادية لنا. وإذا أصدر المرشد أوامره للقوات المسلحة، فسنفعل ذلك خلال وقت قصير»، ثم تبعه مسؤول آخر قائلاً على نفس المنوال: «إن العرب يثيرون الشغب، وسنوجه ضربة قاسية لهم».