خلال الأسبوع الجاري، شاهدنا نماذج لأسباب كثيرة تؤكد كلها أن هيلاري كلينتون ستحقق انتصاراً كاسحاً في الانتخابات العامة الأميركية نوفمبر المقبل. ومن بين هذه الأسباب أن الاقتصاد بحالة جيدة، فتقرير الوظائف، الذي يظهر توفير 160ألف فرصة عمل واستقرار معدلات البطالة عند خمسة في المئة، وإن لم يكن في اتجاه صعودي، فليست هناك دلالة أيضاً على تراجع خطير. وما لم تحدث أزمة اقتصادية خطيرة (كتلك التي وقعت في 2008)، يبقى الحزب الذي ينتمي له الرئيس الحالي في السلطة. وعلاوة على ذلك، يبدو دونالد ترامب متهوراً ومخيفاً بشأن القضايا الاقتصادية، لدرجة أنه يخيف حتى «الجمهوريين». فقد اقترح على نحو غريب أنه سيتفاوض على الديون السيادية للولايات المتحدة. ويعتبر ذلك عجزاً عن سداد الديون، ولم يحاول أحد الاقتراب من ذلك في تاريخ الولايات المتحدة. وربما أن تهوره في هذا الصدد دلالة على تهورات أخرى. ويعاني «الحزب الجمهوري» من اختلافات شديدة، وإن لم يكن على حافة الانقسام. وهذه البيئة السياسية تشي بخسارة الحزب، ويؤكد ذلك بالفعل إغلاق المتبرعين لمحافظهم، بينما يرفض «الجمهوريون»، ومن بينهم رئيسين سابقين ونصف مرشحي عام 2012، تأييد ترامب. وفي هذه الأثناء، لن يستطيع «ترامب» موازاة هيلاري فيما يتعلق بتمويل الحملة، فهو لم يعد ممول ذاتياً، وإن كانت مصادر تمويله لا تزال مجهولة لكثير من «الجمهوريين»، لكن كثيراً من المتبرعين الكبار والمتوسطين ليست لديهم نية لتقديم أموالهم لترامب. ولا يمكن لترامب أن يتعلم في ستة أشهر كيف يمكنه ألا يبدو عنصرياً أو متحيزاً ضد النساء، ولم يظهر أية قدرة على الامتناع عن التفوه بالإهانات، وفي ظل رغبة كلينتون الإيقاع به، يمكن تخيل كم التعليقات المهينة التي سيدلي بها عنها وعن كافة النساء. كما أن كلينتون تعرف كيفية التواصل مع «الجمهوريين»، ففي مجلس الشيوخ تعاونت بشكل جيد مع كثير منهم، وتشير تقارير إلى أن فريقها بدأ بالفعل مفاتحات مع متبرعي «جيب بوش». وعلى النقيض سيحتاج ترامب إلى بذل قدر كبير من الوقت والجهد لمجرد إصلاح الجسور بينه وبين حزبه. جنيفر روبين: محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»