لطالما آمنت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بدور الطَّاقات الشبابية في عملية البناء والتنمية، ولذلك وضعت القيادة الشباب في صدارة أولوياتها واهتماماتها، ولم تدَّخر جهداً في توفير جميع الظروف والإمكانات التي تهيِّئ الشباب للمشاركة بفاعلية في جهود البناء والتنمية، انطلاقاً من قناعتها بأنهم طليعة المجتمع، وعموده الفقري، وقوته النشطة الدافعة لتقدُّم الوطن ورفعته، فالعلم والمعرفة هما العماد الأساسي لإعداد الشباب وصقل قدراتهم، فالأمم التي تريد أن تعتلي قمم التقدم والريادة هي تلك التي تستثمر الطاقات الشبابية وتوجِّهها الوجهة الصحيحة. وفي إطار رعاية الدولة واهتمامها بالمشاركة الفعَّالة للطاقات الشبابية في كل المجالات والتخصصات، وجَّه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مؤخراً، بإطلاق «مجلس شباب وزارة الداخلية»، لدعم الطاقات الشابَّة المتميزة في الوزارة، وتمكينها بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية، والاستفادة منها في تحديد أبرز التحديات واقتراح الحلول والبرامج المناسبة لها، وإطلاق المبادرات التي تدعم توجهات الوزارة وأهدافها. وحدَّدت الوزارة خطوات تتسم بالشفافية والموضوعية لاختيار أعضاء المجلس الذين ستتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة من جميع قطاعاتها. ويأتي تأسيس «مجلس شباب وزارة الداخلية» متسقاً مع «مجلس الإمارات للشباب»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لتعزيز التواصل المستدام مع شباب الإمارات، والاستماع إليهم، والتعرف إلى أفكارهم وآرائهم في إيجاد الحلول للتحديات حتى تستطيع الحكومة توفير أفضل بيئة حاضنة لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وتمكينهم من لعب دور أساسيٍّ في مسيرة البناء والازدهار. ويختصُّ المجلس بمجموعة من المهام والاختصاصات، منها تحديد أهم الفرص والتحديات التي تهم الشباب في الوزارة، واستشراف المستقبل، ووضع البرامج اللازمة لتطوير قوة الشباب في الوزارة، والاستفادة منها بالشكل الأمثل، كما يعتمد المجلس التحفيز وسيلةً لتشجيع الشباب على الإبداع وتطوير المهارات الإدارية والقيادية. وتعكس تلك المبادرة حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستفادة من الطاقات الشبابية وغرس بذور المسؤولية في أجيال المستقبل كافة، وصقل ثقتهم بقدراتهم من خلال منحهم الفرصة لتولي المسؤولية، لاسيَّما مع إيمان الدولة بأن الشباب هم أصحاب أفكار ورؤى متطورة وغير تقليدية، ومستقبل أيِّ وطن يرتكز في الأساس على طاقاته الشابة. وبالتالي، فإنه بقدر ما يتم إعداد هؤلاء الشباب، وتزويدهم بالمهارات العلمية والمعرفية، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على تحقيق طموحاتهم الشخصية، وترجمة أهداف وطنهم لتصير واقعاً معيشاً. إن القيادة الرشيدة للدولة تؤمن بأن ضخَّ الدماء الشابة المثقفة في المنظومة التنموية بأكملها هو الوقود الذي سيدفع عجلة التقدُّم إلى الأمام، وتخطِّي العوائق والصعوبات كافة، ولذلك لا تدخر الدولة جهداً من أجل توفير كل السبل التي تساعد الشباب على ذلك، عبر تبنِّيها مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات والمبادرات لتمكين الشباب، وإتاحة الفرصة أمامهم للانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوره، مع الأخذ في الاعتبار أن إعدادَ جيل من الشباب، يتمتع بالوعي والثقافة، وقادر على تحمُّل مسؤولياته الوطنية، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ومتمسك بالروح الوطنية والقيم الأصيلة المتمثلة في التضحية والعمل الدؤوب والإخلاص في حب الوطن، والتسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف، والانفتاح على المجتمعات والثقافات الأخرى، باتَ ضرورة من ضرورات التغلُّب على التحديات التي تقف حجر عثرة أمام الكثير من الدول والمجتمعات في طريقها نحو التنمية، وهو ما تعيه الإمارات، وتعمل من أجله، بل حققت نجاحات كبيرة فيه، الأمر الذي مكَّنها من الوصول إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي وازدهار، فضلاً عن مزايا الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي التي تنعم بها. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية